ارتفاع الكوليسترول في الدم

انتشر في الآونة الأخيرة، زيادة معدل الإصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم بين الشباب -ما لم يلاحظ في العهود السابقة- نظرًا لانتشار الوجبات السريعة الغنية بالدهون الضارة.

ترجع خطورة هذا المرض إلى زيادة معدل الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية مثل السكتة الدماغية ونوبات القلب..وغيرها.

إذا كنت تعاني من ارتفاع الكوليسترول في الدم ، فتابع معي هذا المقال. للتعرف على كل ما يخص ارتفاع الكوليسترول في الدم 

ما هو الكوليسترول؟ 

يعرف الكوليسترول بأنه مادة دهنية ينتجها الكبد، تلعب دورًا هامًا في تكوين أغشية خلايا الجسم.

ويُصنع الكوليسترول في جميع خلايا الجسم، ولكنه يُصنع بمعدل أكبر في الكبد والأمعاء والجلد، والمخ.

يحصل الجسم على كميات كبيرة من الكوليسترول خلال امتصاصه من الأطعمة التي تتناولها، إذ تمتص الأمعاء ما يقرب من 40-50 % من الكوليسترول يوميًا من الغذاء.

وجدير بالذكر، أن الكوليسترول مادة دهنية لا تذوب في الماء، وبالتالي لا تستطيع المرور إلى الدم إلا في وجود بروتينات دهنية (الليبوبروتين) والتي ينتجها الكبد والأمعاء، كما ساعدت العلماء على تصنيف الكوليسترول لأنواع مختلفة.

أنواع الكوليسترول 

يصنف الكوليسترول إلى عدة أنواع وفقًا لنوع البروتين الدهني المرتبط به، وهي كالتالي:

بروتينات منخفضة الكثافة (LDL)

 وتعرف باسم الكوليسترول الضار، إذ تعمل على نقل الكوليسترول إلى جميع أنحاء الجسم، وعندما تزيد نسبته عن حاجة الجسم تتحد مع مواد أخرى، وتتراكم على جدران الشرايين مسببة تصلب الشرايين 

والتي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وجدير بالذكر، أن LDL لا يسبب ضررًا إلا بعد تأكسده ذاتيًا ، ثم تحويله بواسطة الجهاز المناعي إلى خلايا أخرى يمكن أن تترسب على جدار الأوعية الدموية وتسبب تصلب الشرايين، ويعد هذا السبب وراء أهمية تناول مضادات الأكسدة لمنع تصلب الشرايين. 

بروتينات منخفضة الكثافة جدا ( VLDL)

يعرف باسم الكوليسترول الضار أيضا، لأنه يسبب تراكم الدهون على جدران الشرايين، ولكنه يختلف عن البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL في الآتي:

البروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا VLDL يرتبط بالدهون الثلاثية بصفة أساسية.

أما البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL فهو يرتبط بالكوليسترول بصفة أساسية.

بروتينات عالية الكثافة الجيد (High density lipoprotein - HDL)

وتعرف باسم الكوليسترول النافع، لأنه يعمل على جمع الكوليسترول الزائد عن حاجة الجسم، وإعادته إلى الكبد للتخلص منه. 

ويوصي الأطباء عند الشك في إصابتك بارتفاع الكوليسترول في الدم، بعمل تحليل دهنيات الدم كاملة lipid profile ، والتي لا تقتصر على فحوصات الكوليسترول الضار والنافع فقط، بل تشمل فحوصات الدهون الثلاثية أيضًا، وهي نوع من الدهون الموجودة بالدم وتمثل خطورة للإصابة بأمراض القلب أيضا، وإليك نبذة مختصرة عنها 

الدهون الثلاثية Triglycerides 

هي إحدى أنواع الدهون الموجودة في الدم والتي تنتج بسبب تحويل جسمك للسعرات الحرارية الزائدة عن حاجته إلى دهون ثلاثية، إذ تخزن في الخلايا الدهنية لديك، وهي تعمل على إمداد جسمك بالطاقة بين الوجبات.

 لذلك يرتبط ارتفاع الدهون الثلاثية لديك بزيادة معدل السعرات الحرارية عن ما يحتاجه جسمك، وخاصة الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات. 

وبعد ما سردنا جميع أنواع الدهون بالجسم، فهيا نعرف ما دور الكوليسترول في الجسم وما هي أسباب ارتفاع الكوليسترول في الدم 

دور الكوليسترول في الجسم

يلعب الكوليسترول دورًا هامًا في الجسم مثل:

• يدخل في بناء أغشية الخلايا ويحافظ على سلامتها ونفاذيتها، نظرا لوجوده في جميع خلايا الجسم مثل المخ والأعصاب والعضلات والجلد والكبد والأمعاء والقلب. 
• يساعد في عملية هضم الدهون.
• يمكن الجسم من إنتاج فيتامين د وصنع بعض الهرمونات.

أسباب ارتفاع الكوليسترول في الدم

تتنوع أسباب ارتفاع الكوليسترول في الدم تنوعا كبيرًا، فهناك أسباب يمكنك تغييرها بإضافة بعض التعديلات على نمط حياتك.

وهناك أسباب تتطلب العلاج الدوائي، أو علاج الحالة المرضية المسببة لارتفاع الكوليسترول في الدم، وإليك أهم الأسباب 

أسباب ارتفاع الكوليسترول في الدم والتي يمكن التحكم فيها دون علاج دوائي

• عدم اتباعك نظام غذائي صحي، مع تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون المشبعة بكثرة.
• تعاني السمنة -لا سيما- سمنة البطن.
• لا تمارس أي نشاط حركي.
•  مدخن.
• تتناول المشروبات الكحولية. 

أسباب ارتفاع الكوليسترول في الدم والتي يمكنك التحكم فيها بالعلاج الدوائي:

•  تعاني أمراض الكلى أو الكبد.
•  مصاب بداء السكري.
•  تعاني خمول بالغدة الدرقية.
• لديك عوامل وراثية.
• اختلاف النوع، والمرحلة العمرية:

 الرجال من سن ٤٥-٦٥ عامًا.

 والنساء من عمر ٥٥- ٦٥ عامًا.

• تناولك لبعض الأدوية.

كيفية قراءة تحليل دهنيات الدم 

يعد فحص ارتفاع الكوليسترول في الدم جزء من فحوصات دهنيات الدم، والتي تتطلب الصيام مدة 9 - 12 ساعة قبل إجراء التحليل، ويسمح  فقط بشرب الماء.

أما في حال عمل فحوصات الكوليسترول الكلي للأطفال والمراهقين من 2 - 24 عامًا، لا يشترط الصيام، ولكن يجب إبلاغ المختبر بوضع المريض إذا كان صائما أم لا. 

ولكي تطمئن على صحتك وتعرف هل تعاني من ارتفاع الكوليسترول في الدم أم لا، عليك بمعرفة دلائل الأرقام الموجودة في الفحوصات، والتي نسردها لك في السطور القادمة

مستوى الكوليسترول الكلي 

نتائجه كالآتي 

• >200 مجم / ديسل  تعد في المعدل الطبيعي 
• من 200 - 239 مجم / ديسل  تعد متوسطة الارتفاع 
• =< 240 ملجم / ديسل  تصبح مرتفعة 

 مستوى الكوليسترول الكلي للأطفال والمراهقين

نتائجه كالآتي 

• > 170 مجم / ديسل  تعد في المعدل المفضل
• 170- 199 مجم / ديسل تعد ارتفاعا طفيفا
• < 200 مجم / ديسل يعد مرتفعًا.

قراءة فحوصات الكوليسترول الكلي عن الشباب (19-24 عاما)

نتائجه كالآتي 

• > 190 مجم / ديسل يمثل المعدل المفضل 
• 190- 224 مجم/ ديسل يمثل ارتفاعا طفيفا 
• < 225 مجم / ديسل يعد مرتفعًا.

كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL 

نتائجه كالآتي 

• > 70 مجم / ديسل نتيجة مقبولة للمصابين بأمراض القلب 
• > 100 رقم مثالي لغير المصابين بأمراض القلب 
• 100- 129 مجم / ديسل،يعد مقبولا لغير المصابين بأمراض القلب ، ومرتفعًا في حال الإصابة
• 130- 159 ملجم / ديسل، يعد مرتفعًا قليلاً لغير المصابين بأمراض القلب ، ومرتفع للمصابين 
•  160 - 189 مجم / ديسل، يعد مرتفعًا لغير مرضى القلب ومرتفعًا جدًا لمرضى القلب.
• < 190 مجم / ديسل يعد مرتفعًا جدا 

مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة HDL

نتائجه كالآتي 

• > 40 مجم / ديسل يعد منخفضا للرجال 
• > 50 مجم / ديسل يعد منخفضا للنساء 
• من 40- 59 مجم / ديسل يعد مقبولا للرجال 
• 50 - 59 مجم / ديسل يعد مقبولا للنساء 
• < 60 مجم / ديسل يعد جيد جدا 

تحليل البروتين الدهني منخفض الكثافة جدًاVLDL

نتائجه كالآتي 

• 2- 30 مجم / ديسل يعد مفضلا 
• < 30 مجم / ديسل يعد مرتفعا.

تحليل مستوى الدهون الثلاثية

نتائجه كالآتي 

• > 150 ملجم / ديسل يعد مقبولًا 
• 150 - 199 ملجم/ ديسل يعد مرتفعًا قليلًا 
• 200 - 499 ملجم / ديسل يعد مرتفعًا.
• <= 500 ملجم / ديسل يعد مرتفعًا جدًا.

وبعد ما تعرفنا على دلائل أرقام فحوصات دهنيات الدم، لا يفوتنا توضيح لماذا يوصي الطبيب باجراء فحص ارتفاع الكوليسترول في الدم وباقي فحوصات دهنيات الدم.

لماذا يوصي الطبيب باجراء فحوصات الكوليسترول؟

يوصي الطبيب بإجراء فحوصات الكوليسترول الكلي لتحديد سبب معاناتك 

أو لتقييم فاعلية العلاج 

كما يوصي الأطباء بعمل فحوصات الكوليسترول بعد 4- 12 أسبوع من بداية تناولك الدواء ، ثم كل 3- 12 شهرا بصفة دورية. 

وجدير بالذكر، ينصح بعمل فحوصات الكوليسترول للأطفال والشباب مرة واحدة من عمر 9-11 ومرة أخرى من عمر17-21 عاما، وبصفة دورية للأطفال والشباب الأكثر عرضة في الإصابة بأمراض القلب.

أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم 

 لا تظهر أعراض-في أغلب الأحيان- إلا بعد ظهور المضاعفات، لكن هناك بعض الدلائل على ارتفاع الكوليسترول في الدم مثل:

• الصداع الشديد في مؤخرة الرأس.
• ظهور كتل ناعمة صفراء على الجلد، غالبًأ في الجفن العلوي أو السفلي بالقرب من زوايا العين xanthelasma.
• تورم وتنميل الأطراف.
• ظهور رائحة كريهة في الفم.
• الشعور بالانتفاخ، وسوء الهضم.
• مشكلات في الرؤية.
• الشعور بالإجهاد، والتعب المستمر.
• زيادة الحساسية لبعض أنواع الطعام.
• العجز الجنسي.

أثبت الدراسات ظهور أغلب هذه الأعراض بعد تناولك وجبة دهنية دسمة.

أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم على قدميك خاصة ليلًا

تظهر الأعراض التالية على قدميك وتعد مؤشرًا لارتفاع الكوليسترول في الدم:

١- تعاني تشنجات بساقك ليلًا -خاصة- في الأصابع أوالكعب، ويحدث هذا بسبب صعوبة تدفق الدم إلى الساقين بسبب ترسب الكوليسترول ومواد أخرى على جدران الأوعية الدموية (تصلب الشرايين).

٢- الشعور بالحرقة والألم الحاد في الساق والذي يختلف في حدته بين الخفيف إلى الشديد ويتحسن مع الراحة.

٣- الشعور ببرودة قدميك ليلاً.

٤- حدوث تغييرات في لون جلد الساقين، فربما يصير لون جلد الساق رقيقًا ولامعًا أو شاحبًا، أو يتحول إلى اللون الغامق، ويرجع كل ذلك إلى قلة تدفق الدم إلى ساقيك نتيجة لارتفاع الكوليسترول في الدم.

5- قلة نمو الشعر على ساقيك.

6- ظهور جروح وتقرحات في الساق تستغرق وقتًا طويلًا لشفائها.

مضاعفات ارتفاع الكوليسترول في الدم 

• السكتة الدماغية، وأمراض القلب 
• قصور الشريان التاجي.
• ارتفاع ضغط الدم. 
• الفشل الكلوي المزمن. 
•  قصورالأوعية الدموية الطرفية.

كيفية خفض نسبة الكوليسترول

يمكنك خفض نسبة الكوليسترول بالدم بطريقتين 

أولًا دون دواء

• باتباع نظام غذائي صحي خالي من الدهون.
• ممارسة الرياضة. 
• الإقلاع عن التدخين.
• متابعة نسبة الدهون الضارة بانتظام.
• قياس ضغط الدم دوريًا.

عزيزي القارئ، إذا وجدت صعوبة في الذهاب إلى المختبرات؛ لعمل الفحوصات الطبية المطلوبة ، يمكنك الاستعانة بمقدمي الرعاية التمريضية المنزلية؛ لعمل التحاليل وقياس الضغط، دون الحاجة للخروج من المنزل.

ثانيًا العلاج بالأدوية

يتجه الطبيب للأدوية المخفضة للكوليسترول، في حالة عدم الاستجابة للطرق السابقة مثل 

الستاتين

يعمل على خفض الكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار LDL،

ويزيد من الكوليسترول النافع HDL بنسبة ضئيلة.

النياسين 

يخفض الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار ويزيد الكوليسترول النافع HDL بنسبة كبيرة.

راتنجات الأحماض الصفراوية bile acid binding resins

تعمل على خفض الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار عن طريق سحبه من الدم، وتثبيط تصنيع العصارة الصفراوية من الكوليسترول. 

الأدوية المثبطة لامتصاص الكوليسترول (Cholesterol absorption inhibitors):

تعمل هذة الأدوية على تثبيط امتصاص الكوليسترول في الأمعاء الدقيقة من الطعام.

الأدوية المخفضة للدهون الثلاثية 

 مثل أدوية الفيبرات ، والنياسين، وأدوية مكونة من خليط من النياسين والستاتين، والتي تعمل على خفض الدهون الثلاثية في الدم 

الآثار الجانبية للأدوية المخفضة لارتفاع الكوليسترول في الدم 

في حال وصف لك الطبيب الأدوية المخفضة للكوليسترول، فيجب عليك المواظبة على تناولها مدى الحياة، ولذلك عليك بملاحظة أي أعراض تشعر بها لتعديل الجرعة أو تغيير نوع الدواء، واحذر أن تتوقف عن تناول الدواء بمفردك.

ولأن الدواء المخفض للكوليسترول مثل باقي الأدوية له آثار جانبية وأخرى إيجابية.

 وبالرغم من أن هناك بعض الآثار الجانبية التي غالبا ما تختفي عند تكيفك مع الدواء، لكن يجب عليك معرفة هذه الآثار الجانبية للتدخل في الوقت المناسب.

من أهم الآثار الجانبية الشائعة للأدوية الخافِضة للكوليسترول:

•  شعورك الصداع.
• إحساسك بالغثيان.
• ارتفاع بسيط في نسبة السكر بالدم .
• معاناتك من آلام العضلات والمفاصل.

كما توجد بعض الآثار الجانبية الخطيرة ولكنها نادرة مثل:

• تلف الخلايا العضلية مما يؤدي إلى وجود بروتين الميوجلوبين بالدم مما يسبب  شعورك بألم شديد في العضلات وتلف الكلى 
• تلف الكبد وارتفاع أنزيمات الكبد.

لذلك يوصي الأطباء بعمل فحوصات دورية عند إصابتك بارتفاع الكوليسترول في الدم قبل البدء بالعلاج وأثناء العلاج؛ للكشف المبكرعن أي آثار جانبية وتداركها في الوقت المناسب. 

أخيرًا، لا تستهن بالمتابعة الدورية لنسبة الكوليسترول في الدم، وإن لم تشعر بأعراض، حتى لا تتفاجأ بمشكلة صحية خطيرة.

المصادر

https://www.healthline.com/health/high-cholesterol-symptoms

https://www.bhf.org.uk/informationsupport/risk-factors/high-cholesterol