/>

الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان: 5 فروقات أساسية للعلاج الصحيح والفعال

الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان

الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان: 5 فروقات أساسية للعلاج الصحيح والفعال

عندما يبدأ ذلك الألم النابض والمستمر في فمك قد تبدأ معه رحلة من التساؤلات والقلق.

هل هذا التورم المؤلم الذي ظهر فجأة هو مجرد التهاب بسيط سيزول من تلقاء نفسه أم أنه علامة على وجود عدوى أكثر خطورة؟

والأهم من ذلك هل مصدر المشكلة هو السن نفسه أم اللثة المحيطة به؟

إن فهم الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان ليس مجرد معلومة طبية بل هو مفتاح أساسي لتحديد خطورة الحالة

والحصول على العلاج الصحيح والفوري قبل تفاقم الأمور.

يعد خراج الأسنان (Dentoalveolar abscess) من حالات الطوارئ السنية الشائعة والمؤلمة للغاية وعلى الرغم من بساطة تشخيصه في معظم الأحيان إلا أن إهماله يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة . في هذا الدليل الشامل سنوضح بالتفصيل الفروقات الجوهرية بين نوعي الخراج الأكثر شيوعاً ما هو خراج الأسنان وما هو خراج اللثة وكيف يمكنك التمييز بينهما بناء على الأسباب والأعراض وما هي خيارات العلاج المتاحة في مجمع "رها" الطبي لضمان التعامل السريع والفعال مع كل حالة.

ما هو الخراج السني (خراج الأسنان)؟

الخراج السني أو كما يعرف علمياً بالخراج الذروي (Periapical Abscess) هو تجمع للصديد يتكون عند طرف جذر السن نتيجة لعدوى بكتيرية. بعبارة أخرى يبدأ هذا النوع من الخراج من داخل السن نفسه ثم ينتشر إلى الأنسجة المحيطة.

رسم توضيحي يوضح خراج السن (الخراج الذروي) الذي يتكون عند قمة الجذر نتيجة عدوى داخل السن .

التعريف: عدوى بكتيرية تصيب جذور السن أو العصب

تبدأ القصة عندما تتمكن البكتيريا من اختراق طبقة المينا الواقية للسن والوصول إلى اللب الداخلي (Pulp) وهو النسيج الرخو الذي يحتوي على عصب السن والأوعية الدموية. يؤدي هذا الغزو البكتيري إلى التهاب وموت أنسجة اللب ثم تنتشر العدوى عبر قناة الجذر لتصل إلى طرف الجذر وتتسبب في تكوين جيب صديدي في عظم الفك المحيط . هذه العدوى متعددة الميكروبات وتشمل بشكل أساسي البكتيريا اللاهوائية مثل أنواع Prevotella وFusobacterium بالإضافة إلى البكتيريا الهوائية الاختيارية مثل مجموعة Streptococcus anginosus .

الأسباب: تسوس عميق كسر في السن أو فشل علاج العصب

الأسباب الرئيسية التي تسمح للبكتيريا بالوصول إلى لب السن وتكوين خراج الأسنان تشمل:

  • تسوس الأسنان العميق وغير المعالج: وهو السبب الأكثر شيوعًا حيث يخترق التسوس طبقات السن وصولًا إلى اللب .
  • كسر أو شرخ في السن: يمكن للإصابات أو الحوادث أن تسبب كسورًا أو شروخًا دقيقة تسمح للبكتيريا بالدخول إلى داخل السن .
  • فشل علاج عصب سابق: إذا لم يتم تنظيف قنوات الجذر بشكل كامل أثناء علاج العصب السابق يمكن للبكتيريا المتبقية أن تتكاثر مجددًا وتسبب خراجًا.
  • أمراض اللثة الشديدة: في بعض الحالات يمكن أن تنتقل البكتيريا من جيب لثوي عميق جدًا لتصل إلى طرف جذر السن مسببة عدوى مشتركة.

الأعراض: ألم نابض تورم وحساسية للحرارة

تعتبر أعراض خراج الأسنان حادة ومزعجة للغاية وتتضمن عادةً:

  • ألم شديد ومستمر ونابض: غالبًا ما يكون من الصعب تحديد السن المصاب بدقة في البداية وقد يزداد الألم سوءًا عند الاستلقاء .
  • حساسية شديدة ومؤلمة تجاه المشروبات والأطعمة الساخنة والباردة.
  • ألم حاد عند المضغ أو الضغط على السن.
  • تورم في اللثة المجاورة للسن المصاب وقد يمتد التورم إلى الخد أو الفك.
  • ظهور طعم سيء أو مر في الفم بسبب تصريف الصديد.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم والشعور العام بالإعياء في الحالات المتقدمة .

ما هو خراج اللثة (الخراج اللثوي)؟

على عكس خراج الأسنان لا يبدأ خراج اللثة (Periodontal Abscess) من داخل السن بل هو عدوى تتمركز في أنسجة اللثة المحيطة بالسن. يعتبر ثالث أكثر حالة طوارئ سنية شيوعًا ويتطلب تدخلاً سريعًا بسبب سرعة تطوره وتأثيره المدمر على الأنسجة الداعمة للأسنان .

التعريف: تجمع صديدي يصيب أنسجة اللثة المحيطة بالأسنان

يحدث خراج اللثة عندما يتجمع الصديد في الجيب اللثوي وهو الفراغ الموجود بين السن واللثة. ينتج هذا التجمع عن عدوى بكتيرية تصيب اللثة نفسها وليس لب السن. غالبًا ما يكون هذا الخراج أكثر شيوعًا لدى المرضى الذين يعانون بالفعل من التهاب دواعم السن (Periodontitis) .

كسر عمودي في الضاحك العلوي (الأسهم الخضراء) أدى إلى تكوّن خراج في اللثة (الأسهم الزرقاء) .

الأسباب: التهابات لثوية مزمنة أو انحشار بقايا الطعام

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى تكوّن خراج اللثة وتشمل:

  • التهاب دواعم السن المزمن (Chronic Periodontitis): حيث يتسبب وجود جيب لثوي عميق في صعوبة التنظيف مما يسمح للبكتيريا بالتكاثر وتكوين خراج عند انسداد فتحة الجيب .
  • انحشار أجسام غريبة: مثل قطعة من قشرة الفشار أو شعيرة من فرشاة الأسنان أو خيط تنظيف الأسنان والتي قد تنحشر في الجيب اللثوي وتسبب التهابًا حادًا .
  • بعد التنظيف العميق للأسنان (Scaling and Root Planing): في بعض الأحيان قد يتسبب دفع قطعة من الجير إلى عمق الجيب أثناء التنظيف في انسداده وتكوين خراج .

كذلك يعتبر مرض السكري غير المنضبط من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بخراجات اللثة المتكررة .

الأعراض: تورم موضعي في اللثة وألم عند اللمس

تختلف أعراض خراج اللثة قليلاً عن خراج الأسنان وتتضمن:

  • تورم أحمر لامع ومؤلم على سطح اللثة بجانب السن المصاب.
  • ألم حاد ومحدد الموقع يزداد عند لمس المنطقة المصابة.
  • خروج صديد من حافة اللثة عند الضغط على التورم.
  • شعور بأن السن المصاب مرتفع عن باقي الأسنان أو أنه أصبح متحركًا (Loose).
  • طعم سيء في الفم ورائحة كريهة.
  • ألم خفيف غير نابض (Dull pain) على عكس الألم الحاد والنابض لخراج الأسنان .

معرفة الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان أمر ضروري للطبيب لوضع خطة العلاج المناسبة.

الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان: 5 نقاط للتمييز

على الرغم من أن كليهما يسبب الألم والتورم إلا أن هناك فروقات دقيقة وحاسمة تساعد طبيب الأسنان في تحديد التشخيص الصحيح. إليك أهم 5 فروقات:

  1. مصدر العدوى وموقعها:

    • خراج الأسنان: يبدأ من داخل السن (اللب) وينتشر إلى قمة الجذر. التورم قد يظهر في اللثة ولكن مصدره داخلي.
    • خراج اللثة: يبدأ من الأنسجة الداعمة للسن (الجيب اللثوي) ويكون التورم سطحيًا على اللثة نفسها .
  2. حيوية السن (Vitality Test):

    • خراج الأسنان: يكون عصب السن المصاب ميتًا (Non-vital) في معظم الحالات وبالتالي لا يستجيب لاختبارات البرودة أو الكهرباء التي يجريها الطبيب .
    • خراج اللثة: يكون السن المصاب حيًا (Vital) ويستجيب بشكل طبيعي لاختبارات الحيوية لأن المشكلة تكمن في اللثة وليس في عصب السن.
  3. شكل الألم وطبيعته:

    • خراج الأسنان: غالبًا ما يكون الألم حادًا ونابضًا وعميقًا وقد ينتشر إلى الأذن أو الفك أو الرقبة مما يجعل تحديد مصدره صعبًا أحيانًا .
    • خراج اللثة: يكون الألم محدد الموقع بشكل أكبر وغالبًا ما يوصف بأنه ألم ضاغط أو خفيف يزداد بشكل كبير عند لمس التورم أو المضغ .
  4. مظهر الأشعة السينية (X-ray):

    • خراج الأسنان: تظهر الأشعة عادةً منطقة داكنة (radiolucency) حول قمة جذر السن المصاب نتيجة تآكل العظم .
    • خراج اللثة: قد تظهر الأشعة تآكلًا في العظم على طول جانب الجذر (vertical or horizontal bone loss) ولكن منطقة قمة الجذر غالبًا ما تكون سليمة .

    الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان

    الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان

    الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان

  5. وجود جيوب لثوية:

    • خراج الأسنان: لا يرتبط عادة بوجود جيب لثوي عميق إلا إذا كانت هناك مشكلة مشتركة.
    • خراج اللثة: غالبًا ما يكون مصحوبًا بوجود جيب لثوي عميق عند فحصه بالمسبار (Periodontal Probe) .

متى يكون الخطر أكبر؟ المضاعفات المحتملة

إن إهمال علاج أي نوع من الخراجات يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ومهددة للحياة في بعض الأحيان. لا ينبغي أبدًا الاستهانة بـ"كيس الصديد" سواء في اللثة أو الأسنان.

اتصل بالطوارئ أو اذهب إلى أقرب قسم طوارئ إذا كنت تعاني من:

  • صعوبة شديدة في التنفس أو البلع.
  • انتفاخ كبير في الوجه أو العين.
  • عدم القدرة على فتح الفم بالكامل (Trismus).
  • حمى مرتفعة مع ارتباك أو شعور بالإغماء .

خراج الأسنان قد ينتشر إلى الفك أو الرقبة

يعتبر خراج الأسنان أكثر خطورة من حيث الانتشار إلى الأنسجة العميقة. إذا لم يتم علاجه يمكن للعدوى أن تنتشر من طرف الجذر إلى عظم الفك وتسبب التهاب العظم والنقي (Osteomyelitis). كما يمكن أن تخترق الأنسجة الرخوة وتنتشر في الفراغات التشريحية للرأس والرقبة مسببة حالات خطيرة مثل "ذبحة لودفيغ" (Ludwig's Angina) التي قد تسد مجرى الهواء. وفي حالات نادرة يمكن أن تنتشر العدوى عبر الدم لتصل إلى القلب أو حتى الدماغ مسببة خراج الدماغ وهي حالة ذات معدل وفيات مرتفع .

خراج اللثة وتأثيره على العظام والأسنان

على الرغم من أن خراج اللثة يبدو سطحيًا إلا أنه يتسبب في تدمير سريع للأنسجة الداعمة للسن بما في ذلك الأربطة اللثوية والعظم السنخي. إذا تكررت خراجات اللثة في نفس الموقع يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان كبير للعظم ويجعل السن متحركًا بشكل دائم مما يؤدي في النهاية إلى خلعه . وبالتالي يشكل إهماله خطرًا كبيرًا على بقاء السن المصاب والأسنان المجاورة.

لهذا السبب فهم الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان يساعد في تقدير نوع المخاطر المحتملة والتعامل معها بشكل استباقي.

كيف يتم العلاج في مجمع "رها" الطبي؟

في مجمع عيادات رها الطبي من خلال عيادة طب الأسنان نعتمد نهجًا متكاملًا ودقيقًا لعلاج الخراجات بناءً على تشخيص علمي لتحديد المصدر الحقيقي للعدوى.

  1. التشخيص الدقيق أولًا:تبدأ رحلة العلاج بفحص سريري شامل وفحص حيوية السن. بالإضافة إلى ذلك نستخدم أحدث أجهزة التصوير الشعاعي لتحديد المصدر بدقة. هذه الخطوة ضرورية لتأكيد الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان واختيار العلاج الصحيح .
  2. العلاج الموجه حسب مصدر الخراج:

    • في حالة خراج الأسنان: العلاج النهائي هو القضاء على مصدر العدوى من داخل السن. يتم ذلك إما عن طريق علاج قناة الجذر (علاج العصب) حيث يتم تنظيف وتعقيم قنوات الجذر ثم حشوها أو عن طريق خلع السن إذا كان غير قابل للإنقاذ .
    • في حالة خراج اللثة: الهدف هو تصريف الصديد وتنظيف الجيب اللثوي. يتم ذلك من خلال التنظيف العميق للثة (Scaling and Root Planing) وأحيانًا يتم إجراء شق جراحي صغير في اللثة لتسهيل تصريف الصديد تحت تخدير موضعي .
  3. وصف المضادات الحيوية عند الحاجة فقط:خلافًا للاعتقاد الشائع لا تعالج المضادات الحيوية وحدها الخراج. فهي لا تصل إلى مصدر العدوى داخل السن الميت أو داخل جيب اللثة المسدود. دورها يقتصر على الحالات التي تنتشر فيها العدوى وتظهر فيها أعراض جهازية مثل الحمى أو التورم الشديد. في هذه الحالات يتم وصف المضادات الحيوية كعلاج مساعد للعلاج الرئيسي وليس بديلاً عنه.
  4. المتابعة الدورية لضمان الشفاء ومنع التكرار:بعد العلاج الأولي نضمن المتابعة مع المريض للتأكد من الشفاء التام ومنع تكرار المشكلة. هذا قد يشمل تعليمات نظافة فم مخصصة أو جدولة جلسات تنظيف وقائية.

لا تتجاهل الألم صحتك تبدأ من فمك!

إن الفرق بين خراج اللثة وخراج الأسنان قد يبدو دقيقًا ولكن إهمال أي منهما يمكن أن يعرض صحتك للخطر. لا تحاول علاج الخراج في المنزل أو الاكتفاء بالمسكنات فالعلاج الجذري هو السبيل الوحيد للشفاء ومنع المضاعفات.

في مجمع عيادات رها الطبي نستخدم خبرتنا وأحدث التقنيات لنقدم لك تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا فوريًا وفعالًا. احجز استشارتك الآن وتخلص من الألم قبل أن يتفاقم.

فريقنا مستعد لمساعدتك على استعادة راحتك وابتسامتك. تواصل معنا للحصول على خطة علاجية مخصصة لحالتك.


المصادر:

https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/oral-health

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK493149/

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/35121265/

https://aap.onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/JPER.16-0642

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/10943-abscessed-tooth

https://emedicine.medscape.com/article/909373-overview?form=fpf

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/tooth-abscess/symptoms-causes/syc-20350901

 

الأسئلة الشائعة

من الصعب التفريق بدقة في المنزل. ولكن كقاعدة عامة إذا كان الألم حادًا ونابضًا ويبدو قادمًا من "داخل" السن مع حساسية شديدة للحرارة فمن المرجح أن يكون خراج سن. أما إذا كان التورم واضحًا ومحددًا على سطح اللثة ومؤلمًا جدًا عند الضغط عليه فمن المرجح أن يكون خراج لثة. لكن التشخيص النهائي يتطلب فحصًا من طبيب الأسنان.

نعم تعتبر الأشعة السينية أداة تشخيصية حيوية. يظهر خراج الأسنان عادة كبقعة داكنة حول قمة جذر السن مما يؤكد التشخيص ويساعد الطبيب على تحديد السن المسبب للمشكلة .

بعد العلاج الصحيح (تصريف الخراج وعلاج السبب) تبدأ الأعراض الحادة مثل الألم والتورم بالتحسن خلال 24 إلى 48 ساعة. يستغرق الشفاء الكامل للأنسجة والعظم عدة أسابيع إلى أشهر ولكن يجب أن تشعر بتحسن كبير في الأيام القليلة الأولى بعد العلاج.

نعم يمكن أن يعود الخراج إذا لم يتم علاج السبب الجذري بشكل كامل. على سبيل المثال إذا لم يتم تنظيف قنوات العصب جيدًا في حالة خراج الأسنان أو إذا لم يتم الحفاظ على نظافة الجيوب اللثوية في حالة خراج اللثة. لهذا السبب تعتبر المتابعة الدورية والالتزام بتعليمات الطبيب أمرًا بالغ الأهمية.

اقراء ايضا