هل تساءلت يومًا عن الطريقة التي يمكنك بها الاطمئنان على صحتك بخطوة واحدة؟ هل خطر ببالك أن إجراء تحاليل الفحص الشامل للجسم قد تكون طريقك للكشف المبكر على الأمراض والوقاية من مضاعفاتها؟
في هذا المقال، سنأخذكم في رحلة لنعرف ما هي تحاليل الفحص الشامل للجسم؟ وما هو أفضل تحليل للجسم كامل؟ وسنتحدث عن أنواع التحاليل التي تغطي جميع وظائف الجسم الحيوية، بدءًا من فحص تعداد الدم إلى تحاليل الكبد والكلى والغدة الدرقية وغيرها، فكونوا معنا لنمضي بخطوات واثقة نحو صحة أفضل وعمر مديد بإذن الله.
ما هي أهم التحاليل الدورية الشاملة للجسم؟
تُعد تحاليل الفحص الشامل للجسم من أهم الإجراءات الوقائية التي تساعدنا على الحفاظ على الصحة والكشف المبكر عن الأمراض دون الانتظار حتى تظهر الأعراض، وتشمل أنواع تحليل الدم الدوري الشامل، ما يلي:
-
تحليل الدم الشامل (CBC)
ويُعرف بتحليل تعداد الدم الكامل (Complete blood count) ويُعد أول ما يُطلب في تحليل الدم الشامل؛ ويقيس كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية والهيموجلوبين وغيرها من مكونات الدم.
يساعد تحليل تعداد الدم الكامل على تشخيص بعض الأمراض، مثل:
- فقر الدم بأنواعه المختلفة.
- أمراض الدم، مثل: الليوكيميا.
- العدوى.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
- بعض الاضطرابات المناعية.
وإذا كنت تجري التحاليل المتكاملة ووجدت نتائج تعداد الدم الكامل غير طبيعية فلا داعي للقلق، فقد تشير النتائج غير الطبيعية إلى مرض ما يحتاج إلى مزيد من الفحوصات والعلاج، وقد لا تكون دليلًا على وجود مشكلة ولا سيما إذا لم تكن تعاني أي عرض؛ لذا يمكنك استشارة الطبيب في عيادة الطب العام أو عيادة الباطنية.
-
تحاليل فقر الدم
يُعد تحليل تعداد الدم الكامل تحليلًا مبدئيًا لتشخيص فقر الدم، وتحتاج بعض الحالات تأكيد التشخيص باستخدام تحاليل فقر الدم، مثل:
- تحليل مخزون الحديد (ferritin).
- معدل الحديد في المصل (Serum Iron).
- القدرة على ربط الحديد بالترانسفيرين (TIBC).
- تشبع الترانسفيرين (Transferrin Saturation).
وعادة ستجد تحليل مخزون الحديد ومعدل الحديد في المصل فقط في باقة تحاليل الدم الشاملة، وهما -بالفعل- أهم تحاليل فقر الدم.
-
اختبارات سرعة الترسيب (ESR) وبروتين سي التفاعلي (CRP)
يُعدان من تحليل الدم الشامل، ويساعدان على تشخيص الالتهاب والعدوى، ولا يشير ارتفاعهما إلى مرض بعينه؛ ولكن يؤكد وجود التهاب بالجسم، ويحتاج مزيد من الفحوصات لمعرفة سبب الالتهاب.
-
فحص البول والبراز
يساعد فحص البراز على الكشف عن بعض الأمراض المعدية الخاصة بالجهاز الهضمي، أو الكشف عن وجود دم في البراز بسبب نزيف بالجهاز الهضمي.
بينما يساعد فحص البول على الكشف عن مشكلات الكلى أو مرض السكري أو عدوى الجهاز البولي، من خلال البحث عن وجود بروتينات أو دم أو جلوكوز أو بكتيريا في عينة البول؛ أو الكشف عن الجفاف وتوازن المياه داخل الجسم.
لذا إذا كنت تجري تحاليل الدم الشاملة؛ ولم تجد تحليل البول أو البراز ضمن باقة تحاليل الفحص الشامل للجسم؛ يُنصح بإجرائهما.
-
تحاليل الكولسترول والدهون الثّلاثيّة
لن تجد باقة تحاليل الفحص الشامل للجسم تخلو من تحليل دهون الدم؛ الذي يهدف إلى معرفة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ولا سيما تصلب الشرايين والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وقد يساعد على تشخيص أمراض الكبد أو معرفة الاستجابة لأدوية الكوليسترول.
يشمل تحليل الدهون ما يلي:
- الكوليسترول الكلي (Total cholesterol).
- البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL): "الكوليسترول الضار".
- البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL): "الكوليسترول النافع".
- الدهون الثلاثية (Triglycerides).
ويُعد تحليلًا مهمًا في الحالات الآتية:
- مرضى السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- السمنة.
- المدخنين.
- الرجال بداية من 45 عامًا والسيدات بداية من 50 عامًا.
يتطلب هذا التحليل الصيام عادة مدة تتراوح من 10 ساعات إلى 12 ساعة كصيام شهر رمضان وقد يُسمح بتناول بعض رشفات من الماء.
وإذا كانت نتائج تحليل الدهون الخاص بك غير مطمئنة؛ يُنصح باستشارة عيادة الباطنة للتشخيص والمتابعة وتحديد خطة العلاج المناسبة.
-
فحص وظائف الكبد
يرمز إليه اختصارًا (LFT) وهو من أهم تحاليل الدم الشاملة، التي تكشف عن أمراض الكبد، ومدى تضرر الكبد بسبب بعض الأدوية، مثل: بعض المضادات الحيوية، وبعض أدوية الكوليسترول المعروفة بالستاتين (Statin).
ويُعد من تحاليل الفحص الشامل للجسم المهمة لمرضى السكري وفقر الدم وارتفاع ضغط الدم وأمراض المرارة، ولا يتطلب سوى أخذ عينة تحليل الدم العادي.
وتشمل تحاليل وظائف الكبد ما يلي:
- الألبومين، أحد بروتينات الكبد.
- البيليروبين.
- زمن البروترومبين (PT).
- إنزيمات الكبد، مثل:
- إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)، ويشار إليه (SGPT) في بعض المعامل.
- إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (AST)، ويشار إليه (SGOT) في بعض المعامل.
- إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP).
- إنزيم ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل (GGT).
- إنزيم نازع هيدروجين اللاكتات (LD).
-
فحص وظائف الكلى
وهو تحليل الدم الذي يبين كفاءة الكلى، ويرمز إليه اختصارًا (KFT)، ويُعد من أهم تحاليل الدم الشاملة لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم ومرضى القلب والكلى، ويهدف إلى قياس مستويات البروتينات، مثل: الألبومين، ونواتج الفضلات، مثل: اليوريا، والكرياتينين .
ويساعد تحليل وظائف الكلى ومعرفة سن المريض ووزنه وجنسه على حساب معدل الترشيح الكبيبي ((glomerular filtration rate (eGFR)، الذي يقيس كمية الدم التي تنقيها الكلى في الدقيقة الواحدة، أي يقيس كفاءة الكلى.
-
تحليل حمض اليوريك بالدم
يساعد تحليل حمض اليوريك بالدم (Uric Acid) على الكشف عن مرض النقرس الذي قد يسبب آلام المفاصل وحصوات الكلى.
قد لا تجد تحليل حمض اليوريك داخل بعض باقات تحاليل الفحص الشامل للجسم، ولكنه في وجهة نظرنا من التحاليل المهمة ولا سيما داخل المملكة العربية السعودية؛ إذ نتميز بتناول الأطعمة الغنية بالبيورينات، مثل: اللحوم الحمراء والمندي والكبسة، لذا ستجد هذا التحليل ضمن باقة تحاليل الفحص الشامل للجسم في مجمع رها الطبي.
-
تحاليل السكري
نعلم جميعا أهمية تحاليل السكري لمتابعة مرضى السكري ومعرفة مدى استجابتهم للعلاج، ولكن حتى وإن لم تكن مريضًا بالسكري فلا يمكن أن تجري تحاليل الفحص الشامل للجسم دون قياس السكر التراكمي على الأقل؛ إذ أننا للأسف الشديد من ضمن الدول الأكثر إصابة بمرض السكري.
تساعد تحاليل السكر على الكشف المبكر عن مرض السكري ومن ثم تفادي مضاعفاته؛ وتشمل ما يلي:
- اختبار سكر الدم الصائم: ويتطلب الصيام مدة 8 ساعات.
- اختبار سكر الدم العشوائي: ويمكن إجراؤه في أي وقت دون الحاجة إلى الصيام.
- اختبار تحمل الجلوكوز (Oral Glucose Tolerance Test - OGTT): يستخدم لتأكيد تشخيص السكري أو مرحلة ما قبل السكري أو سكري الحمل، ويتطلب الصيام .
- اختبار السكر التراكمي (HbA1c test): يُقدّم معلومات دقيقة عن متوسط مستويات سكر الدم خلال الأشهر الثلاثة السابقة.
-
اختبارات السيولة (التخثر)
تُجرى اختبارات سيولة الدم لتقييم تجلط الدم، وعادة لا تكون اختبارات سيولة الدم ضمن الباقة العادية لتحاليل الفحص الشامل للجسم، ولكنها مهمة جدًا في الحالات الآتية:
- قبل العمليات الجراحية.
- تناول الأدوية المضادة للسيولة، مثل: الوارفارين والهيبارين.
- النزيف.
وتشمل اختبارات سيولة الدم، ما يلي:
- زمن البروثرومبين (PT).
- زمن الثرومبوبلاستين الجزئي المُنَشَّط (aPTT).
- زمن الثرومبين (TT).
-
فحص الغدة الدرقية
تهدف تحاليل الغدة الدرقية (Thyroid blood tests) إلى الكشف عن حالات قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها وذلك من خلال تُحديد مستويات هرموناتها، مثل:
- هرمون ثلاثي يودو ثيرونين (T3).
- هرمون الثيروكسين (T4).
- الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH).
-
تحليل نسبة المعادن أو الكهارل
ويهدف إلى قياس نسبة بعض المعادن والكهارل المهمة لتوازن السوائل وضبط ضغط الدم، وانتظام ضربات القلب، والحفاظ على وظائف العضلات والأعصاب والعظام، وتشمل هذه المواد الكيميائية، ما يلي:
- الصوديوم (Na).
- البوتاسيوم (K).
- الكلوريد (Cl).
- البيكربونات (HCO3).
- الكالسيوم (Ca).
- الماغنسيوم (Mg).
- الفوسفات (P).
-
تحليل الفيتامينات
تؤدي الفيتامينات دورًا أساسيًا في دعم وظائف الجسم، ومتى اختل توازنها اختل توازن الجسم كله؛ إليك أهم الفيتامينات التي يشملها تحاليل الفحص الشامل للجسم:
- فيتامين د، وهو من أهم الفيتامينات للعظام والصحة العامة.
- فيتامين أ، ويتسبب نقصه مشكلات في الرؤية.
- فيتامين ب12، وهو من أهم الفيتامينات للأعصاب .
- فيتامين ب9 (حمض الفوليك)، ويُعد من أهم الفيتامينات في الحمل للحفاظ على الجهاز العصبي للجنين.
مَن يحتاج إجراء تحاليل الفحص الشامل للجسم؟
يمكن لأي شخص إجراء تحاليل الدم الشاملة، ولكن هناك حالات معينة يوصى لها بإجرائه بصورة دورية، وهم:
- الأشخاص الأصحاء الذين يريدون الاطمئنان على نفسهم، ولا سيما مع العادات الصحية الخاطئة التي تسيطر على حياتنا زيادة معدلات الإصابة بالأمراض.
- مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات الغدة الدرقية، وأمراض الكبد والكلى.
- الأشخاص الذين يعانون السمنة، ولا سيما إذا كان مؤشر كتلة الجسم فوق 30.
- الأشخاص ذوو التاريخ العائلي للأمراض المزمنة.
كيفية الاستعداد لإجراء تحاليل الفحص الشامل للجسم
إذا اخترت باقة التحاليل المتكاملة في مجمع رها، فلا يوجد استعدادات معينة قبل الفحص سوى الصيام عن الطعام والشراب مدة تتراوح من 10 إلى 12 ساعة ( يسمح خلالها بشرب الماء فقط).
الخاتمة:
وفي النهاية، فإن تحاليل الفحص الشامل للجسم بمثابة المرآة التي تعكس كل ما يدور في الجسم، وهي وسيلة فعالة للكشف المبكر عن الأمراض، ومن ثم تجنب مضاعفاتها. اجعل صحتك أولويتك، واحجز باقة التحاليل الشاملة؛ لتكن على دراية بكل ما يحتاجه جسمك، فالصحة كنز ثمين والوقاية هي طريق الحفاظ عليها.
المصادر: