أشارت الدراسات الحديثة إلى الانتشار الواسع لنقص فيتامين د للحامل ولا سيما بين النباتيات منهن أو ذوات البشرة السمراء، أو من يسكنَّ في مناطق باردة، أو يستخدمن واقي الشمس بكثرة، وللأسف الشديد، قد يعاني الطفل المولود لأم تعاني من نقص فيتامين د من مشكلات صحية مرتبطة بهذا النقص.
وحرصًا منا على صحة الحامل وجنينها، نسعى إلى التوعية بكل ما يخص الحمل وفيتامين د، بدءًا من فوائد فيتامين د للنساء للحمل وحتى فوائده للجنين والرضيع والطفل. في هذا المقال، ستجدين دليلًا شاملًا يساعدك على فهم أهمية فيتامين د، ومصادره، وأعراض نقصه، والجرعات المناسبة لكِ. فالاهتمام بصحتك وصحة طفلك يبدأ بمعرفة التفاصيل الدقيقة حول فيتامين د والحمل.
ما هو فيتامين د؟
يُعد فيتامين د -والمعروف علميًا باسم كوليكالسيفيرول- من الفيتامينات الذائبة في الدهون، وهو ضروري جدًا للعديد من العمليات الحيوية.
تفعيل فيتامين د داخل الجسم
يكون فيتامين د المكتسب من الشمس أو الأطعمة غير نشط بيولوجيًا، ويحتاج إلى المرور بمرحلتين أساسيتين ليكون نشطًا:
- المرحلة الأولى في الكبد: يتحول إلى 25-هيدروكسي فيتامين د (calcidiol)، وهو المؤشر لنسبة فيتامين د في الجسم.
- المرحلة الثانية في الكلى: يتحول إلى الشكل النشط المسئول عن وظائف فيتامين د الحيوية في الجسم، وهو 1،25-ديهيدروكسي فيتامين د (calcitriol).
فوائد فيتامين د للجسم عامة
قبل الحديث عن أهمية فيتامين د للحامل، نوضح بعضًا من فوائده العامة، وهي:
- تعزيز صحة العظام والأسنان؛ إذ يساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم والفوسفات من الأمعاء؛ مما يدعم تكوين العظام ويمنع هشاشتها.
- يساعد الحفاظ على تناول فيتامين د في الأطفال على منع حدوث الكساح (Rickets)، وهو مرض يؤدي إلى ضعف العظام وتشوهها.
- يؤدي فيتامين د دورًا حيويًا في تقليل الالتهاب وتعزيز الجهاز المناعي.
دور فيتامين د وتأثيره على الحمل
ومع تعدد فوائد فيتامين د عامة تبرز فوائد فيتامين د للحامل والجنين خاصة؛ إذ يساعد على الحفاظ على معدل نمو الجنين، ويقلل من مخاطر مضاعفات الحمل، مثل: الولادة المبكرة أو سكر الحمل أو العدوى أو حتى مرحلة ما قبل الإرجاج أي ما قبل تسمم الحمل؛ أيضًا يدعم فيتامين د صحة العظام والجهاز المناعي للحامل.
يكون الأطفال المولودون لأم لا تعاني نقص فيتامين د أقل عرضة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) والتوحد وضعف مينا الأسنان.
متى يتم فحص فيتامين د أثناء الحمل؟
عادة لا تُفحص معدلات فيتامين د للحامل؛ إذ لم تؤكد الدراسات الحديثة على أهمية قياسه في الحمل، ولكن بسبب العلاقة بين الحمل وفيتامين د؛ إذا كانت السيدة الحامل عرضة لنقص فيتامين د بسبب كونها نباتية أو لا تتعرض لأشعة الشمس لوقت كافٍ وغيرها من الأسباب التي تجعلها أكثر عرضة؛ يُنصح بفحص معدلات فيتامين د في الدم.
معدل فيتامين د الطبيعي
يُعد قياس معدل فيتامين د في الدم اختبارًا سهلًا ولا يحتاج سوى عينة من الدم عن طريق الوريد؛ ويصل المعدل الطبيعي لفيتامين د ما بين 20 إلى 40 نانوجرام/مل، وتذكر مصادر أخرى أن المعدل الطبيعي لفيتامين د يجب ألا يقل عن 50 نانوجرام/مل.
اعراض نقص فيتامين د خلال الحمل أو الرضاعة
تُرى هل نقص فيتامين د يؤثر على الحمل؟ نظرًا لقوة العلاقة بين الحمل وفيتامين د؛ ربطت بعض الدراسات بين الأعراض التي تظهر في أثناء الحمل، مثل: الإرهاق ومشكلات النوم وألم العضلات والحوض وآلام الظهر وألم الثدي والصداع وضيق التنفس وتكرار عدد مرات التبول والرغبة الشديدة في تناول الطعام وبين نقص فيتامين د.
إذا شعرتِ بأي من الأعراض السابقة فتوجهي على الفور إلى عيادة النساء والولادة داخل مجمع رها الطبي؛ لتجدي أمهر طبيبات النساء والتوليد؛ وبرامج لمتابعة الحمل حتى الولادة، ومتابعة خاصة للحمل عالي الخطورة.
خطورة نقص فيتامين د أثناء الحمل
دعونا نتساءل ما تأثير نقص فيتامين د على الحامل؟ هل يحمل خطورة على الحامل أو الجنين؟ للأسف الشديد، وبسبب ارتباط الحمل وفيتامين د؛ يتسبب نقص فيتامين د في مضاعفات، مثل:
- تسمم الحمل.
- نقص وزن الجنين عند الولادة.
- نقص الكالسيوم في دم الرضيع.
- هشاشة العظام.
- زيادة معدلات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
كيفية الحصول على فيتامين د؟
قبل توضيح مصادر فيتامين د دعونا نوضح أشكاله أولًا:
أشكال فيتامين د
هناك شكلان لفيتامين د في مصادره المختلفة، وهما:
- فيتامين D2 (إرجوكالسيفيرول): ويتوافر في المصادر النباتية.
- فيتامين D3 (كوليكالسيفيرول): يُنتج في الجسم عند التعرض لأشعة الشمس، ويتوافر في المصادر الحيوانية.
مصادر فيتامين د
يمكن الحصول على فيتامين د من عدة مصادر، وهي:
- الطعام.
يوجد فيتامين د بصورة طبيعية في عدد قليل من الأطعمة مثل: الأسماك الدهنية (السلمون والماكريل والسردين والرنجة)، وزيت كبد السمك وصفار البيض.
- المكملات الغذائية.
إذ يتوفر فيتامين د في عدة أشكال صيدلانية، كمكمل غذائى، وتُعزز به بعض الأطعمة، مثل: الحليب والحبوب.
- أشعة الشمس.
يُحفز التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس إنتاج فيتامين د.
متى يوصف فيتامين د خلال الحمل؟
تعتقد بعض الأمهات بخطورة
تناول أي أدوية وحتى الفيتامينات في الحمل وتتساءل هل عادي أخذ فيتامين د وأنا حامل؟ وفي الحقيقة يظل الحمل وفيتامين د متلازمين نظرًا لفوائد فيتامين د للنساء للحمل؛ وتفاديًا لمضاعفات نقص فيتامين د للحامل والمرضع.
ولذا يوصف فيتامين د لكل السيدات الحوامل من أول يوم يعرفن بحملهن ولا سيما إذا كن في شهور غير شهور الصيف بداية من شهر سبتمبر وحتى شهر مارس، وهكذا نكون أجبنا عن سؤال متى يؤخذ فيتامين د للحامل، وتبقى أن نعرف الجرعة المناسبة.
كم الجرعة المناسبة من فيتامين د للحامل؟
يوصى بتناول فيتامين د للحامل والمرضع بمعدل لا يقل عن 600 وحدة دولية في اليوم، بل تؤكد دراسات أخرى على أهمية تناول فيتامين د للحامل بمعدل من 1000 إلى 4000 وحدة دولية؛ ومن الجيد أن فيتامين د قد يُعد آمنًا حتى 4000 وحدة دولية في اليوم في أثناء الحمل والرضاعة.
الخاتمة:
وفي الختام تُعد علاقة الحمل وفيتامين د علاقة قوية وضرورية لضمان صحة الأم وجنينها، ويساعد الحفاظ على مستويات فيتامين د للحامل على تعزيز نمو الجنين وحمايته من مشكلات النمو ومضاعفات الحمل، ولا يمكن إغفال أهمية فيتامين د للرضع والأطفال سواء من خلال الرضاعة الطبيعية أو المكملات الغذائية؛ للحفاظ على عظام قوية وتعزيز الجهاز المناعي، ولا تترددي -عزيزتي الأم- في طلب استشارة افضل دكتورة نساء وولادة في الرياض؛ لضمان أفضل رعاية لكِ ولطفلكِ.
المصادر: