/>

هل أنت مريض بالربو؟ إليك هذا الدليل الشامل للسيطرة على الأعراض

الربو

المقدمة:

هل عانيت يومًا من ضيق في التنفس مع سعال مستمر، وأخبرك صديقك أنك ربما تكون مصابًا بالربو، فتساءلت هل ما هو الربو وما هي أعراضه؟ وكيف أعرف إذا أعاني من الربو؟ 

 

في هذا المقال، نستعرض كل ما تحتاج معرفته حول الربو، بدءًا من تعريفه وأسبابه، وصولًا إلى كيفية تشخيصه وتصنيفه، وأعراضه المميزة وكيفية التفريق بينه وبين ضيق التنفس العرضي، بالإضافة إلى الإجابة عن أهم الأسئلة، مثل: ما مثيرات (مهيِّجات) الربو التي يجب تجنبها؟ تابع القراءة لتتعلم كيف تقي نفسك من مضاعفات الربو.



الموضوع:

 

تعريف مرض الربو

 

الربو هو أحد الأمراض التنفسية المزمنة التي تسبب قلقًا وإزعاجًا مستمرًا لمن يعانيها، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) يُعرف الربو على أنه مرض مزمن يصيب الرئتين ويؤثر في الأشخاص من جميع الأعمار، ويحدث نتيجة التهاب وتضيق في مجرى التنفس، مما يجعل عملية التنفس أكثر صعوبة.



أسباب وعوامل خطر الربو

 

مع أن أسباب الربو متعددة، إلا أنه يصعب معرفة سبب إصابة البعض بالربو دون غيرهم، فقد يُرجع ذلك إلى عوامل وراثية وبيئية مختلفة. 

 

أما المحفزات، فهي تلعب دوراً أساسياً في ظهور الأعراض، وتختلف من شخص لآخر، مثل:

  • المواد المسببة للحساسية المحمولة في الهواء، مثل: حبوب اللقاح، والغبار، وجراثيم العفن، ووبر الحيوانات، ولعاب الصراصير وبرازها وأجزاء جسمها المتساقطة.
  • الدخان.
  • التهابات الجهاز التنفسي.
  • النشاط البدني العنيف.
  • الهواء البارد.
  • بعض الأدوية، مثل: الأسبرين ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
  • التوتر والانفعالات القوية.
  • بعض الإضافات الغذائية كمادة الكبريتات الموجودة في بعض الأطعمة، مثل: الجمبري والفواكه المجففة والبطاطس المصنعة.
  • مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، وهو من أشهر أسباب الربو التي قد تكون غريبة للبعض.

أما عوامل خطر الإصابة بالربو فتشمل:

  • وجود تاريخ عائلي للربو.
  • الإصابة بحالات تحسسية أخرى، مثل: التهاب الجلد التأتبي أو حساسية الأنف (حمى القش).
  • السمنة.
  • التدخين أو التعرض لدخان السجائر.
  • التعرض لملوثات الهواء أو مواد كيماوية في بيئات العمل، مثل: الزراعة أو التجميل أو المصانع.

وتجدر الإشارة إلى أن التعرض المستمر للمحفزات مع وجود العوامل الوراثية قد يسهم في الإصابة بأحد أخطر أنواع الربو، وهو الربو غير المُسيطر عليه (Uncontrolled asthma) الذي قد يهدد الحياة إذا لم يُعالج بالشكل المناسب.

 

والآن دعونا نتساءل ما هي أعراض الحساسية الصدرية؟ وما علامات تفاقم مرض الربو؟ تابعونا للإجابة.



أعراض الربو

أعراض الربو

تختلف أعراض الربو من شخص لآخر، فقد تظهر بشكل متقطع أو دائم، أو تزداد عند ممارسة الرياضة أو التعرض لمحفزات معينة يعرفها المريض، وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • ضيق التنفس.
  • الشعور بانقباض أو ألم في الصدر.
  • صفير أثناء الزفير، ولا سيما لدى الأطفال.
  • نوبات سعال أو صفير تزداد سوءًا مع الإصابة بالفيروسات التنفسية.
  • اضطرابات النوم نتيجة السعال أو ضيق النفس.

ومن علامات تفاقم مرض الربو ما يلي:

  • تكرار الأعراض بشكل مزعج.
  • الحاجة المتكررة لاستخدام البخاخات المسكّنة (Reliever inhalers).
  • تراجع نتائج مقياس التنفس.

 

وفي بعض الحالات، قد يتطور الأمر إلى أخطر أنواع الربو، إذ لا تتحسن الأعراض مع الانتظام على العلاج، ويُصبح ضيق التنفس شديداً حتى مع أقل مجهود، مما يستدعي استشارة اقرب دكتور باطنيه.



تشخيص الربو

تشخيص الربو

يبدأ تشخيص الربو عادةً بالسؤال عن التاريخ المرضي والأعراض والاستماع إلى الصدر، وقد تتطلب الحالة إجراء فحوصات إضافية لتشخيص الربو، منها:

  • اختبار بسيط لقياس وظائف التنفس.
  • تحليل دم في بعض الحالات.
  • استخدام جهاز يدوي يُعرف بمقياس التدفق (Peak Flow Meter) لمراقبة كفاءة الرئة منزلياً.

نظراً لتغير الأعراض بمرور الوقت وتشابهها مع حالات أخرى، قد يتأخر التشخيص، وفي حال الاشتباه في الربو، يُمكن وصف أدوية كخطوة مبدئية من علاج الربو لتقييم الاستجابة وتأكيد التشخيص، أما في حالات أخطر أنواع الربو، فقد تكون الاستجابة للأدوية محدودة مما يستدعي خطة علاجية أكثر دقة ومتابعة مكثفة.



تصَنيف مرض الربو

 

يعتمد تصنيف مرض الربو على شدة الأعراض وتكرارها، وقد وُضعت معايير علاج الربو وفقًا لدرجته، وتُقسَّم درجات الربو إلى أربع مراحل:

  • الربو المتقطع الخفيف (الدرجة الأولى): تظهر الأعراض أقل من مرتين في الأسبوع، ولا تؤثر على النشاط اليومي، وتكون نوبات الربو قصيرة.

  • الربو المستمر الخفيف (الدرجة الثانية): تظهر الأعراض أكثر من مرتين أسبوعيًا، وقد تؤثر في النشاط البدني، مع أعراض ليلية تحدث مرتين شهريًا على الأقل.

  • الربو المستمر المتوسط (الدرجة الثالثة): تحدث الأعراض يوميًا، وتُستخدم البخاخات المسكّنة (Reliever inhalers)، وتظهر النوبات مرتين أو أكثر أسبوعيًا.

  • الربو المستمر الشديد (الدرجة الرابعة): تكون الأعراض مستمرة، مع انخفاض في القدرة البدنية، ونوبات متكررة، ويُعد من أخطر أنواع الربو.

تُساعد معرفة درجة الربو في وضع الخطة العلاجية وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لتقييم أسباب الربو المحتملة بدقة أكبر أو لتعديل خطة علاج الربو لتتناسب مع مستوى شدة الحالة.



علاج الربو

علاج الربو

يعتمد علاج الربو على شقين أساسيين، وهما السيطرة طويلة الأمد على المرض، والتعامل السريع مع النوبات الحادة، ولا سيما في حالات أخطر أنواع الربو، وتتضمن طرق السيطرة على مرض الربو ما يلي:

 

  • أدوية علاج مرض الربو المزمن، مثل: الكورتيكوستيرويدات المستنشقة (مثل: بوديسونيد وفلوتيكازون)، ومعدلات اللوكوترين (مثل: مونتيلوكاست)، والموسعات القصبية طويلة المفعول، وتقلل هذه الأدوية من الالتهاب وتمنع تفاقم الأعراض.

  • أدوية علاجية سريعة لمرض الربو، وتُستخدم خلال النوبات لتوسيع الشعب الهوائية بسرعة، وتشمل الموسعات القصبية قصير المفعول، مثل: ألبوتيرول (Albuterol) والموسعات القصبية، المضادة للمفعول الكوليني، مثل: ابراتروبيوم (Ipratropium)، بالإضافة إلى الكورتيزون الفموي في الحالات الشديدة.

  • في بعض الحالات المقاومة، يُلجأ إلى علاجات بيولوجية متقدمة للتحكم في الأعراض.

يعتمد اختيار العلاج على شدة الأعراض، وتقييم دكتور باطنيه لمستوى المرض، ويجب التعامل مع أسباب الربو المحتملة لتقليل المحفزات، ومن الضروري وضع خطة مكتوبة مع الطبيب لتعديل الأدوية عند الحاجة، ومراقبة الأعراض بانتظام باستخدام جهاز قياس التدفق (Peak Flow Meter).



مضاعفات الربو

 

تُعد مضاعفات الربو من التحديات التي قد تؤثر سلباً في جودة حياة المريض، خاصة في حالات أخطر أنواع الربو أو عند إهمال العلاج. وتتضمن المضاعفات ما يلي:

  • صعوبة النوم أو العمل نتيجة استمرار الأعراض.
  • التغيّب المتكرر عن الدراسة أو العمل بسبب النوبات.
  • تضيق دائم في الشعب الهوائية يضعف القدرة التنفسية.
  • دخول الطوارئ أو المستشفى نتيجة النوبات الحادة.
  • آثار جانبية للأدوية المستخدمة على المدى الطويل.

يسهم التحكم الجيد في المرض، وتجنّب أسباب الربو المعروفة في تقليل هذه المضاعفات.



 

الخاتمة:

وفي الختام، قد يكون مرض الربو من الأمراض المزعجة إلا أن التشخيص الدقيق وتحديد درجة الربو والالتزام بالخطة العلاجية يساعد على السيطرة التامة للأعراض ومنع حدوث المضاعفات.



المصادر:



الأسئلة الشائعة

الربو مرض التهابي مزمن يصيب الشعب الهوائية ويتسبب بأعراض متكررة، أما ضيق التنفس فهو عرض له أسباب متعددة، وقد يكون أحدها الربو أو أسباب أخرى.

هناك عدد كبير من التساؤلات حول كحة الربو، مثل: كيف نفرق بين السعال العادي وسعال الربو؟ وهل الربو يسبب كحة مستمرة؟ وما هو الفرق بين السعال التحسسي والربو؟ وكيف أفرق بين كحة الحساسية والعادية؟ ونجيب جميعها بأن كحة الربو غالبًا ما تكون جافة ولا يصاحبها وجود بلغم، وتستمر مدة طويلة، مما يميزها عن الكحة الناتجة عن نزلة البرد أو الحساسية المؤقتة، وقد تظهر أحيانًا كحة رطبة تطرد البلغم، ولمعرفة الفرق بين السعال العادي وسعال الربو، يجب ملاحظة استمرار الكحة وارتباطها بصوت صفير.

اقراء ايضا