المقدمة:
من السعال المستمر إلى ضيق التنفس، تكون اعراض التهابات الجهاز التنفسي مصدرًا للقلق والإزعاج وتؤثر في جودة الحياة اليومية، وقد يتسبب تأخير التشخيص وبدء العلاج في تدهور الحالة وحدوث مضاعفات صحية خطيرة. من هنا تأتي أهمية فهم هذه الأعراض ومعرفة طرق التشخيص وطرق العلاج المستخدمة لتمر عدوى الجهاز التنفسي بسلام دون مضاعفات، وهذا ما هدفنا إليه في هذا المقال وهيا نبدأ.
الموضوع:
ما المقصود بعدوى الجهاز التنفسي السفلي؟
تُعرف عدوى الجهاز التنفسي السفلي بأنها أي عدوى تصيب الرئتين أو ما دون صندوق الصوت (الحنجرة)، وتشمل عدوى الجهاز التنفسي السفلي 3 أمراض رئيسة، وهي:
- التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الشعبي أو التهاب القصبات (Bronchitis)، وهو التهاب يحدث في أنابيب الشعب الهوائية التي تحمل الهواء من الرئتين وإليهما، ويحدث عند الأطفال أكبر من سنتين وعند الكبار.
- الالتهاب الشعيبي أو التهاب القصيبات (Bronchiolitis)، وهو عدوى الجهاز التنفسي التي تحدث عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، ويختلف عن التهاب القصبات.
- الالتهاب الرئوي أو ذات الرئة (Pneumonia)، وهو التهاب حاد يصيب الرئة يؤثر في الحويصلات الهوائية (alveoli).
يساعد معرفة أنواع عدوى الجهاز التنفسي السفلي على التمييز بين اعراض التهابات الجهاز التنفسي المصاحبة لكل مرض، ولكن قبل توضيحها دعونا نوضح أسبابها.
اسباب التهاب الجهاز التنفسي السفلي
عادة ما يكون السبب وراء عدوى الجهاز التنفسي ما يلي:
- الفيروسات، كما هو الحال مع الإنفلونزا أو فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV).
- البكتيريا، مثل: بكتيريا المكورة العقدية (Streptococcus) أو المكورة العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus).
- العدوى الفطرية.
- المفطورة (Mycoplasma)، وهي كائنات صغيرة ليست فيروسات ولا بكتيريا، ولكنها تحمل خصائص من كليهما.
وفي بعض الحالات قد تتسبب المواد الموجودة في البيئة في تهيج أو التهاب الممرات الهوائية أو الرئتين، مما قد يؤدي إلى حدوث عدوى، وتشمل هذه المواد ما يلي:
- دخان التبغ.
- الغبار.
- المواد الكيميائية.
- الأبخرة والدخان.
- مسببات الحساسية، مثل: فراء الحيوانات.
- عوادم السيارات.
تشمل عوامل الخطر التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي السفلي ما يلي:
- الإصابة مؤخرًا بنزلة برد أو إنفلونزا.
- ضعف الجهاز المناعي.
- تقدم العمر فوق 65 عامًا.
- أن يكون عمر الطفل أقل من 5 سنوات.
- الخضوع لجراحة مؤخرًا.
اعراض التهابات الجهاز التنفسي السفلي
تختلف أعراض التهاب الجهاز التنفسي السفلي باختلاف نوع العدوى وشدتها، فعلى سبيل المثال إذا كانت شدة العدوى بسيطة، فستكون اعراض التهابات الجهاز التنفسي تشبه دور البرد أو الإنفلونزا، مثل:
- انسداد أو سيلان في الأنف.
- السعال الجاف.
- الحمى البسيطة.
- التهاب الحلق البسيط.
- الصداع الخفيف.
بينما إذا كانت العدوى شديدة، تشمل أعراض التهاب الجهاز التنفسي السفلي ما يلي:
- السعال الشديد، وقد يكون مصحوبًا بالبلغم.
- الحمى الشديدة.
- صعوبة في التنفس.
- ازرقاق في الجلد.
- تسارع النفس.
- ألم في الصدر.
- الأزيز أو الصفير.
كيف يتم تشخيص التهاب الجهاز التنفسي السفلي؟
إذا شعرت بأي من أعراض التهاب الجهاز التنفسي السفلي المذكورة سابقًا فتوجه على الفور إلى اقرب دكتور باطنيه، لضمان سرعة التشخيص وتفادي المضاعفات.
ليتم تشخيص التهاب الجهاز التنفسي السفلي، سيطرح عليك الطبيب أسئلة حول اعراض التهابات الجهاز التنفسي التي تعاني منها، ويجري فحصًا سريريًا، يستمع فيه إلى أصوات التنفس غير الطبيعية في الرئتين، وقد يطلب إجراء بعض الفحوصات الطبية، مثل:
- تحليل البلغم: لفحص وجود البكتيريا المسببة في عدوى الجهاز التنفسي.
- اختبار السل عن طريق الجلد: من خلال حقن كمية بسيطة من السائل المحتوي على بروتين خاص مستخلص من البكتيريا، ويدل ظهور تورم أو احمرار على احتمال التعرض للسل.
- اختبار قياس التنفس (Spirometry): يقيس كمية وسرعة الهواء الخارج من الرئتين لتقدير مدى الالتهاب أو ضيق الشعب الهوائية.
- مقياس ذروة الجريان (Peak Flow Meter): يقيس مدى قوة الزفير، ويمكن استخدامه في المنزل لمتابعة الحالة.
- تحليل غازات الدم الشرياني (Arterial Blood Gas): يحدد نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، بالإضافة إلى درجة حموضة الدم.
- قياس التأكسج النبضي (Pulse Oximetry): من خلال جهاز يُركب على الإصبع لقياس نسبة الأكسجين في الدم.
- الأشعة السينية للصدر (Chest X-ray): تساعد على كشف وجود الالتهاب الرئوي أو أي انسدادات في الشعب الهوائية.
- الأشعة المقطعية (CT scan): تدمج بين الأشعة السينية وتقنيات الحاسوب لإنتاج صور مفصلة للصدر.
- تنظير القصبات (Bronchoscopy): من خلال إدخال أنبوب مرن مزوّد بكاميرا إلى داخل القصبات الهوائية لتصويرها أو أخذ عينات للفحص.
- مزرعة السائل البلوري (Pleural Fluid Culture): من خلال سحب عينة من السائل الموجود بين الرئتين وجدار الصدر باستخدام إبرة، لتحليلها والكشف عن العدوى.
علاج التهاب الجهاز التنفسي السفلي
في كثير من الحالات، لا تحتاج عدوى الجهاز التنفسي السفلي إلى علاج مكثف ولا سيما إذا كانت أسباب العدوى فيروسية.
عادةً لا يوجد علاج موحد لكل حالات عدوى الجهاز التنفسي، لذا إذا استدعت حالتك العلاج، سيختار الطبيب في افضل عيادة باطنيه بالرياض الخطة العلاجية المناسبة حسب اعراض التهابات الجهاز التنفسي السفلي التي تعاني منها، وتشمل الخطة العلاجية ما يلي:
-
تغيير نمط الحياة
من المهم شرب كميات كافية من السوائل، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، للمساعدة على تخفيف أعراض التهاب الجهاز التنفسي السفلي، ويُنصح بتجنب دخان السجائر والملوثات مثل الأبخرة الكيميائية.
-
الأدوية
نظرًا لأن أغلب حالات عدوى الجهاز التنفسي السفلي ناتجة عن عدوى فيروسية، فعادةً لا تكون الأدوية ضرورية، لكن يمكن استخدامها للتخفيف من اعراض التهابات الجهاز التنفسي، ومنها:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، لتخفيف أعراض التهاب الجهاز التنفسي السفلي، مثل: الألم والحمى.
- الباراسيتامول (أسيتامينوفين): لتسكين الألم وخفض الحرارة.
- موسعات الشعب الهوائية (Bronchodilators): تُستخدم في شكل بخاخات لتخفيف الأزيز وضيق التنفس، وهي من اعراض التهابات الجهاز التنفسي السفلي الشائعة.
- المضادات الحيوية: تُوصف فقط في حال كانت عدوى الجهاز التنفسي السفلي بكتيرية، وتُحدد بناءً على شدة الحالة والصحة العامة للمريض.
-
علاجات أخرى
إذا كانت أعراض التهاب الجهاز التنفسي السفلي شديدة، فقد تتطلب الحالة البقاء في المستشفى لتلقي العلاج المناسب، وتشمل:
- السوائل الوريدية (IV fluids): لتعويض السوائل المفقودة.
- الأكسجين الرطب (Humidified oxygen): لتحسين التنفس في حال وجود نقص في تشبع الأكسجين.
- دعم التنفس (Ventilation support): مثل الأكسجين عالي التدفق، أو أجهزة التنفس المساعدة (CPAP أو BiPAP)، وقد تصل إلى التنفس الصناعي في الحالات الشديدة.
في النهاية، يعتمد علاج أعراض التهاب الجهاز التنفسي السفلي على نوع العدوى وشدتها، ومدى تأثر المريض باعراض التهابات الجهاز التنفسي، مثل: السعال الشديد أو صعوبة التنفس أو ارتفاع الحرارة.
كيف يمكن الوقاية من التهاب الجهاز التنفسي السفلي؟
يمكن الوقاية من أعراض التهاب الجهاز التنفسي السفلي من خلال التطعيم ضد الإنفلونزا والمكورات الرئوية، وهما من أكثر أسباب اعراض التهابات الجهاز التنفسي شيوعًا وخطورة. رغم فعالية اللقاحات، إلا أن استخدامها لا يزال محدودًا، لذا فإن تعزيز التوعية بأهمية التطعيمات يسهم في تقليل حدة الأعراض وتفادي المضاعفات.
الخاتمة:
في الختام، لا يمكن تجاهل اعراض التهابات الجهاز التنفسي التي قد تتدهور وتسبب مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الفشل التنفسي، فمتى شعرت بالأعراض المذكورة توجه على الفور إلى عيادة الباطنية للتشخيص الدقيق ووضع خطة العلاج المناسبة.
المصادر: