المقدمة:
تُعد الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي) من أكثر اضطرابات الجلد شيوعًا وانتشارًا بين البالغين والأطفال على حد سواء، وتتجاوز كونها مجرد طفح جلدي لتُشكل تحديًا مزمنًا يؤثر في جودة الحياة.
في هذا المقال، نستعرض بدقة: ما هي الإكزيما؟ وما مدى شيوعها؟ وأنواعها، وأسبابها، وأعراضها، مرورًا بتفاصيل التشخيص والعلاج، وعلاقتها بالطعام، وصولًا إلى إجابات وافية عن الأسئلة الشائعة، مثل: هل الأكزيما خطيرة؟ هل هي معدية؟ وهل يمكن الشفاء منها نهائيًا؟ فهيا نبدأ.
الموضوع:
ما هي الأكزيما؟
تُصنف الأكزيما (Eczema) ضمن أنواع التهاب الجلد (Dermatitis)، وهي حالة تُصيب الجلد فتجعله جافًا، حاكًّا، وخشن الملمس، وتنجم عن ضعف في وظيفة الحاجز الجلدي المسؤول عن الحفاظ على رطوبة الجلد وحماية الجسم من العوامل الخارجية، وسنستعرض لاحقًا أسباب الأكزيما بشكل مفصل.
وعند التساؤل: كيف يكون شكل أكزيما الجلد؟ فإنها غالبًا ما تظهر على هيئة بقع جافة، محمرة، مثيرة للحكة، وقد تتقشر أو تتشقق تبعًا لشدتها وموقعها في الجسم.
ما مدى شيوع الإكزيما؟
تُعدّ الأكزيما من الحالات الجلدية الالتهابية الشائعة عالميًا، إذ تتجاوز نسبة انتشارها 15%، وتُصيب أكثر من 31 مليون شخص في الولايات المتحدة، ويُعد الرضّع أكثر عرضة للإصابة، إذ يُصاب بها نحو 10% إلى 20% منهم في مراحل مبكرة من العمر، ومع التقدّم في السن، يُظهر ما يقرب من نصف هؤلاء الأطفال تحسنًا كبيرًا أو يتخلّصون من الأعراض تمامًا.
وفي المملكة العربية السعودية، أظهرت دراسة أُجريت في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض على عينة مكوّنة من 603 مصابًا بالأكزيما التأتبية، أن المرض أكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة، إذ شكّل الأطفال نسبة 52.7% من العينة، وبيّنت الدراسة أن الإصابة بالأكزيما لدى البالغين ترتبط بوجود أمراض مصاحبة، ما يزيد من تأثير المرض في هذه الفئة.
ما هي أنواع الإكزيما؟
توجد عدّة أنواع من الأكزيما، يتميّز كل نوع منها بمحفزات مختلفة تؤثر في وظيفة الحاجز الجلدي، ومن أبرز هذه الأنواع:
- الأكزيما التأتبية (Atopic dermatitis).
- أكزيما التماس (Contact dermatitis).
- الأكزيما التعرّقية أو خلل التعرق (Dyshidrotic eczema).
- التهاب الجلد العصبي (Neurodermatitis).
- التهاب الجلد الدرهمي أو الإكزيما النمية (Nummular eczema).
- التهاب الجلد الدهني (Seborrheic dermatitis).
من المهم معرفة أن الشخص قد يُصاب بأكثر من نوع في الوقت نفسه، ولذا فإن الإجابة على سؤال: "كيف أعرف نوع الأكزيما الذي لدي؟" تتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا يشمل الأعراض والمحفزات وموقع الإكزيما وشكلها.
والآن، بعد أن تعرّفنا إلى ماهية الأكزيما وأنواعها، نُسلّط الضوء في هذا المقال على الإكزيما التأتبية (التهاب الجلد التأتبي)، ونستعرض في السطور القادمة أبرز أسبابها والعوامل المرتبطة بها، فتابعوا معنا.
نبذة عن الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)
الإكزيما التأتبية (Atopic dermatitis) هي حالة مزمنة تصيب الجلد وتسبب بقعًا جافة، وحاكة، ومتغيرة اللون، وتُعد أكثر أنواع الإكزيما شيوعًا، وتؤثر في الأطفال والبالغين، وقد تظهر الأعراض على شكل نوبات متكررة.
تأخذ الإكزيما التأتبية أشكالًا متعددة، مثل: الإكزيما القرصية (Discoid dermatitis)، والتهاب الجلد القشري، وتختلف حسب موقع الإصابة، مثل: إكزيما اليدين، وإكزيما الجفون، وثنيات الجلد.
أسباب وعوامل خطر الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)
ونجيب عن سؤال "ما هي أسباب ظهور الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)؟" بأن الإكزيما التأتبية تحدث نتيجة خلل في وظيفة الحاجز الجلدي والجهاز المناعي، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن طفرة جينية تُضعف قدرة الجلد على التصدي للمهيجات والمُحسّسات.
وإذا كنت تتساءل "ما هو الشيء الذي يهيج الأكزيما؟" نجيبك بأن المحفزات الشائعة للأكزيما التأتبية تشمل ما يلي:
- المواد المُهيجة أو المُحسسة، مثل: بعض الأطعمة أو منتجات العناية بالبشرة.
- التغيرات الهرمونية (كالحمل).
- العدوى الجلدية.
- التوتر النفسي.
- تغيرات الطقس (الحرارة أو البرودة).
وتزداد احتمالية الإصابة لدى من لديهم تاريخ عائلي للإكزيما، أو مرض الربو، أو حمى القش (حساسية الأنف).
أعراض الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)
تظهر أعراض الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي) على هيئة طفح جلدي يختلف شكله حسب لون البشرة، وقد تشمل العلامات الشائعة:
- جفاف أو تشققات في الجلد.
- حكة شديدة.
- تغيّر في لون الجلد إلى اللون الأحمر، أو الرمادي، أو البني.
- تورم أو بثور صغيرة مملوءة بالسوائل.
تختلف الأعراض من شخص لآخر حسب شدّتها وموقعها، وتُعد مناطق ثني الجلد، مثل: خلف الركبتين أو داخل المرفقين، من الأماكن الشائعة لظهور الطفح، و يُنصح بمراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغير جلدي، خاصة عند وجود عوامل من أسباب الأكزيما التأتبية كالحساسية أو الجينات الوراثية.
تشخيص الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)
يعتمد تشخيص الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي) على التقييم السريري، وفحص الجلد بعناية، ومراجعة الأعراض ووقت ظهورها وشدتها والتاريخ الطبي والعائلي، وفي بعض الحالات، قد يُوصي الطبيب بأخذ خزعة أو عينة من الجلد، وإرسالها للمعمل لفحصها تحت المجهر لتأكيد التشخيص أو استبعاد أمراض جلدية أخرى.
علاج الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)
يعتمد علاج الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي) على السيطرة على الأعراض وتقليل النوبات، دون وجود علاج نهائي، ويوصي الطبيب بعدة خطوات تشمل:
- تجنُّب أسباب الأكزيما التأتبية مثل المهيجات والحساسية.
- ترطيب الجلد يوميًا باستخدام كريم خالٍ من العطور.
- استخدام مراهم موضعية بوصفة طبية، مثل: الكورتيكوستيرويدات أو مثبطات الكالسينيورين (CNIs) وهي فئة من مثبطات المناعة تُستخدم لعلاج مختلف اضطرابات المناعة الذاتية.
- العلاج الضوئي (Phototherapy).
- العلاج المناعي للحساسية، المعروف أيضًا باسم حقن الحساسية، هو شكل من أشكال العلاج طويل الأمد الذي يقلل الأعراض لدى المصابين بالإكزيما التأتبية.
وللإجابة على سؤال "كيف أتخلص من الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)؟" فإن المفتاح هو الالتزام بالخطة العلاجية وتجنب المحفزات، أما عن سؤال "ما هو أفضل مرهم للأكزيما؟" فذلك يحدده الطبيب حسب الحالة.
يبدأ التحسن عادة خلال أيام إلى أسابيع، لكن بخصوص سؤال "متى يشعر المريض بالتحسن بعد العلاج؟" فإن ذلك يختلف حسب شدة المرض واستجابة الجلد للعلاج.
والآن نجيب عن سؤال "ما هي الأطعمة التي تسبب الأكزيما؟" تابعوا للإجابة.
هل يوجد علاقة بين الاكزيما والطعام؟
مع أن الطعام ليس من أسباب الأكزيما التأتبية المباشرة، إلا أن بعض حالات الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي) قد تتأثر بحساسية الطعام ، ولا سيما لدى الأطفال؛ فالأطعمة لا تُسبب المرض، لكنها قد تساهم في تهيّج الجلد لدى بعض المرضى.
تشير الأبحاث إلى أن المصابين بالإكزيما الشديدة أكثر عرضة للإصابة بحساسية الطعام ضد الأطعمة الآتية:
- الحليب.
- البيض.
- الفول السوداني والمكسرات.
- السمك والمحار.
- القمح وفول الصويا.
الخاتمة:
وختامًا، تبقى الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي) حالة مزمنة تتطلب فهمًا دقيقًا ومتابعة طبية مستمرة لتفادي المضاعفات والسيطرة على النوبات المتكررة، وننصحك بعدم تجاهل الأعراض واستشارة طبيب الجلدية في مجمع عيادات رها للتشخيص وتلقي العلاج المناسب.
المصادر: