المقدمة:
يصيب سرطان المعدة خلايا جدار المعدة وقد ينتشر في مراحله المتقدمة إلى أجزاء أخرى خارج المعدة، مثل: البنكرياس أو الكبد، ووفقًا لإحصائية أجريت لمعرفة نسبة حدوث سرطان المعدة بين السعوديين، منذ عام 2004 إلى عام 2017، فلقد وجد أن سرطان المعدة يمكن أن يصيب شخصين من بين 100 ألف شخص في المملكة.
وتبدأ اعراض سرطان المعدة عادة بفقدانٌ غير مقصودٍ في الوزن مع ألم في المعدة، ونظرًا لخطورة هذا الورم الخبيث دعونا نوضح أسباب سرطان المعدة ونبحر في أعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه من خلال هذا المقال.
الموضوع:
أسباب وعوامل خطر سرطان المعدة
لم يتوصل العلماء بعد إلى الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان المعدة، فقد يكون السبب أن شيئًا ما قد جرح بطانة المعدة، مما أدى إلى حدوث تغيرات جينية في الحمض النووي، فيزداد تكاثر الخلايا وبدلًا من أن تمر بمرحلة الموت الطبيعية للخلايا تظل تتكاثر حتى تكون ورمًا.
ومع أن أسباب سرطان المعدة غير معروفة إلا أن هناك عوامل قد تزيد خطر الإصابة، مثل:
- داء الارتجاع المَعدي المريئي (GERD).
- اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المملحة والمدخنة، وفقير بالفاكهة والخضراوات.
- الإصابة بجرثومة المعدة.
- التهاب المعدة.
- التدخين.
- وجود تاريخ عائلي مرضي للإصابة بسرطان المعدة.
اعراض سرطان المعدة
تختلف اعراض سرطان المعدة وفقًا لمرحلة المرض، فعادة لا تكون أعراض سرطان المعدة المبكرة واضحة، مما يجعل التشخيص صعبًا إلى حد ما، ففي المراحل الأولى، قد تشبه أعراض سرطان المعدة المبكرة أعراض أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، مثل:
- عُسر الهضم المستمر.
- الألم في الجزء العلوي من البطن.
- الغثيان أو القيء.
- القيء الدموي.
- تغيّر الشهية، سواء بفقدانها أو الشعور بالشبع سريعًا.
- حرقة المعدة.
- الانتفاخ.
وإذا كنت تتساءل ما هي أول علامات السرطان؟ أو كيف أعرف أن لدي ورم في المعدة؟ أو متى تبدأ أعراض السرطان بالظهور؟ أو ما هي الأعراض المبكرة لسرطان المعدة؟
فقد تجيبك العلامات السابقة، التي قد لا تثير القلق في البداية، لكنها تستدعي الانتباه في حال استمرارها أو تكرارها، فالكشف المبكر قد يسهم في منع انتشار سرطان المعدة إلى أجزاء أخرى من الجسم.
أما في المراحل المتأخرة، فتبدأ أعراض سرطان المعدة المتقدمة بالظهور بشكل أوضح، وتشمل:
- صعوبة البلع.
- ألم البطن، خصوصًا في الجزء العلوي أو حول السرة.
- الغثيان والقيء المتكرر.
- فقدانٌ غير مقصودٍ في الوزن.
- الشعور بالتعب الشديد أو الضعف العام.
- براز أسود اللون، نتيجة النزيف الداخلي.
- فقر الدم.
- قرحة المعدة التي لا تتحسن بالعلاج.
تُرى ما هي علامات تدهور مريض السرطان؟ في المرحلة الرابعة، عندما ينتشر السرطان إلى أعضاء أخرى، تختلف الأعراض بحسب موضع الانتشار:
- إذا انتشر إلى الكبد، قد يظهر ألم في الجانب الأيمن من البطن، مع حدوث الصفراء (اليرقان).
- إذا انتشر إلى غشاء البطن (الصِفاق)، قد يُسبب انتفاخًا أو تورمًا في البطن.
- إذا انتشر إلى العظام، قد يشعر المريض بألم في المناطق المصابة.
تشخيص سرطان المعدة
يبدأ تشخيص سرطان المعدة بالسؤال عن اعراض سرطان المعدة، ومعرفة التاريخ العائلي المرضي، والفحص السريري للكشف عن وجود ورم في البطن.
أيضًا، هناك عدة فحوصات تساعد على تشخيص سرطان المعدة وتحديد مرحلة المرض، وتشمل:
- التنظير العلوي (Upper Endoscopy)، إذ يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا مزودًا بكاميرا عبر الفم إلى المعدة لرؤية بطانة المعدة مباشرة، وأخذ خزعة من الأنسجة لفحصها في المختبر.
- التنظير باستخدام الموجات فوق الصوتية (Endoscopic Ultrasound)، الذي يُساعد في تحديد مدى تغلغل الورم داخل جدار المعدة، وبالتالي يسهم في تقييم أعراض سرطان المعدة المتقدمة.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT)، وتصوير الرنين المغناطيسي (MRI)، واختبار بلع الباريوم (barium swallow).
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET scan)؛ لمعرفة إذا ما انتقل السرطان إلى أعضاء أخرى فيما يعرف بسرطان المعدة النقيلي.
بالرغم من عدم وجود فحوصات دورية للكشف المبكر عن سرطان المعدة في معظم الدول، إلا أن الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بسرطان المعدة قد يُنصحون بإجراء تنظير دوري للكشف عن التغيرات السرطانية في المعدة.
علاج سرطان المعدة
يختلف علاج سرطان المعدة باختلاف مرحلة المرض، وتشمل خيارات العلاج، ما يلي:
- الجراحة سواء لإزالة الخلايا السرطانية أو استئصال المعدة كليًا أو جزئيًا.
- العلاج الكيماوي، ويستخدم عادة مع العلاجات الأخرى.
- العلاج الإشعاعي، ويستخدم عادة مع العلاج الكيماوي أو قبل الجراحة أو بعدها.
- العلاج الموجَّه.
- العلاج المناعي ويستخدم عادة في المراحل المتقدمة من سرطان المعدة.
- الرعاية التلطيفية، وتساعد على تحسين جودة حياة المريض والتخفيف من اعراض سرطان المعدة.
ما هو سير مرض سرطان المعدة؟
يعتمد سير مرض سرطان المعدة على مرحلة التشخيص ومدى انتشار السرطان، ففي المراحل المبكرة، تكون فرص العلاج ونسبة شفاء سرطان المعدة أعلى، لكن في المراحل المتقدمة تقل نسبة شفاء سرطان المعدة بسبب انتشار الورم.
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة شفاء سرطان المعدة بعد 5 سنوات تبلغ نحو 36%، وتختلف تبعًا للمرحلة:
- إذا كان الورم موضعيًا في المعدة فقط تصل النسبة إلى 75%.
- إذا انتشر للغدد اللمفاوية القريبة فقد تصل النسبة إلى 35%.
- إذا كان السرطان نقيليًا؛ أي انتشر إلى أعضاء أخرى بعيدة عن المعدة، فقد تصل النسبة إلى 7%.
وعلى كل فإن الاستجابة للعلاج تختلف من شخص لآخر، وتعتمد على عوامل كثيرة مثل الصحة العامة للمريض ونوع العلاج المتبع.
الوقاية من سرطان المعدة
قد يكون من الصعب منع الإصابة بسرطان المعدة نهائيًا ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة من خلال الآتي:
- علاج جرثومة المعدة، وقرحة المعدة، والتهاب المعدة، وداء الارتجاع المَعدي المريئي وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي.
- تجنب التدخين ومنتجات التبغ الأخرى.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- الحفاظ على الوزن ضمن المعدلات المثالية.
الخاتمة:
وختامًا، يساعد فهم اعراض سرطان المعدة في الكشف المبكر عنه ومن ثم تحقيق أفضل نسبة شفاء وتحسين جودة حياة المريض، ومع أن أعراض سرطان المعدة المبكرة قد لا يكون مميزًا إلا أنه قد يكون مؤشرًا مهمًا يستدعي الفحص الطبي، خاصة إذا استمرت أو تكررت دون سبب واضح. وتذكّر أن التشخيص المبكر هو الخطوة الأولى نحو مواجهة سرطان المعدة.
المصادر: