المقدمة:
تحدث قرحة المعدة (Gastric ulcers) عند تآكل أو تقرح الطبقة السميكة التي تحمي المعدة من الحمض المعدي، وتختلف هذه الحالة عن القرحة التي تصيب أول أجزاء الأمعاء الدقيقة، والمعروفة بقرحة الاثني عشر (Duodenal ulcers)، ويُشار إلى كل من قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر معًا بالقرحة الهضمية (Peptic ulcers).
تُعد قرحة المعدة من الأسباب الأكثر شيوعًا لآلام المعدة المتمركزة في نقطة محددة، إذ يستطيع المريض الإشارة إليها بإصابعه. مع أن علاج قرحة المعدة قد لا يكون معقدًا، إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل النزيف المعدي المستمر.
نظرًا للارتفاع الملحوظ في معدل انتشار قرحة المعدة بين السعوديين، إذ بلغ 16.2% لقرحة المعدة و5.6% لقرحة الاثني عشر في دراسة أجريت في شمال المملكة، كان من الضروري تسليط الضوء على هذه المشكلة الصحية؛ لذا، حرصنا على كتابة هذا المقال لتوعية القراء حول أسباب قرحة المعدة، وأعراضها، وطرق الوقاية والعلاج.
الموضوع:
أعراض قرحة المعدة
تُرى كيف أعرف أني مصاب بقرحة المعدة؟ تشمل أعراض قرحة المعدة، ما يلي:
- ألم حارق في الجزء العلوي من البطن.
- شعور بالامتلاء بعد تناول الطعام أو حتى بعد فترة طويلة من الأكل.
- حرقة المعدة وارتجاع الحمض.
- الغثيان والتقيؤ.
- الانتفاخ، والتجشؤ، والغازات.
في بعض الحالات، قد تكون القرحة "صامتة" دون أعراض، وقد تظهر الأعراض بعد حدوث المضاعفات، مثل: النزيف أو ثقب المعدة، وتشمل هذه الأعراض:
- شحوب الوجه.
- الدوار.
- التقيؤ الذي يشبه القهوة.
- البراز الأسود الداكن (Melena).
- آلام البطن الشديدة.
ما الفرق بين أعراض قرحة المعدة والقولون؟
هناك فارق كبير بين قرحة المعدة وتقرحات القولون أو التهاب القولون التقرحي، وعليه تختلف أعراض قرحة المعدة والقولون؛ إذ تسبب قرحة المعدة ألمًا حارقًا في الجزء العلوي من البطن، يزداد عادة بعد الأكل، مع غثيان وفقدان شهية، بينما تتسبب قرحة القولون في حدوث ألم في أسفل البطن، مع تقلصات، وانتفاخ، وتغيرات في عادات التبرز ما بين الإسهال أو الإمساك، وخروج مخاط عبر فتحة الشرج.
في بعض الأحيان قد تتداخل أعراض قرحة المعدة والقولون، لذا إذا شعرت بأي من هذه الأعراض، فأنت تحتاج إلى دكتور باطنيه ممتاز، ولن تجد أفضل من عيادة الباطنة في مجمع رها للتشخيص الدقيق وتجنب المضاعفات.
أسباب وعوامل خطر قرحة المعدة
تُرى من أكثر عرضة للإصابة بقرحة المعدة؟ إليك أسباب وعوامل خطر قرحة المعدة:
- عدوى بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (H. pylori): تُعد من أكثر الأسباب شيوعًا، إذ تتسبب البكتيريا في تآكل بطانة المعدة، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة وتقرحات المعدة.
- الاستخدام المفرط للأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين والأسبرين، التي تسبب تهيج بطانة المعدة وتآكلها.
- متلازمة زولينجر-إليسون، التي تسبب زيادة إنتاج الحمض المعدي.
- الضغوطات النفسية الشديدة التي تسبب خلل في توازن حموضة المعدة.
- التدخين، وشرب الكحول، والأطعمة الحارة والحامضة.
تشخيص قرحة المعدة
يبدأ الطبيب بتقييم الأعراض والتاريخ المرضي، ولا سيما إذا كان المريض يفرط في استخدام المسكنات أو لديه تاريخ مرضي بالإصابة بعدوى هيليكوباكتر بيلوري.
قد يستخدم الطبيب منظارًا علويًا (EGD) لفحص المعدة باستخدام كاميرا صغيرة، ويمكن من خلاله أخذ عينة لاختبارها؛ للتأكد من وجود بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري، وقد يطلب منك إجراء الأشعة السينية للمعدة أو اختبارات التنفس والدم والبراز للكشف عن العدوى ببكتيريا هيليكوباكتر بيلوري.
علاج قرحة المعدة
يبدأ علاج قرحة المعدة بالتخلص من الأسباب وعوامل الخطر، وبعدها تبدأ المعدة في التعافي تدريجيًا، فإذا كنت تفرط في تناول المسكنات، توقف عن استخدامها، وإذا كنت مصابًا بعدوى هيليكوباكتر بيلوري فيمكن تناول المضادات الحيوية للقضاء عليها.
العلاج الدوائي لقرحة المعدة
تشمل أدوية علاج قرحة المعدة ما يلي:
- المضادات الحيوية لعلاج عدوى هيليكوباكتر بيلوري، مثل:
- التتراسيكلين.
- المترونيدازول.
- الكلاريثرومايسين.
- الأموكسيسيلين
- عوامل حماية المعدة (Cytoprotective agents)، مثل سوكرافالات وميزوبروستول.
- حاصرات مستقبل هستامين 2 (H2 blockers)، مثل: فاموتيدين، ونيزاتيدين؛ لتقليل الحموضة.
- مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، مثل: أوميبرازول وبانتوبرازول؛ لحماية المعدة وتقليل الحموضة.
العلاج الجراحي لقرحة المعدة
قد يكون علاج قرحة المعدة بالجراحة ضروريًا في حال حدوث مضاعفات خطيرة، مثل: النزيف المستمر أو وجود ثقب في المعدة، مثل: عمليات الكي أو حقن الأدوية في مكان النزيف أثناء التنظير العلوي، وفي حالات نادرة، قد تتطلب قرحة المعدة المزمنة إجراء جراحة لإزالة الأنسجة الندبية أو توسيع فتحة المعدة، وفي بعض الحالات قد يُجري الأطباء جراحة قطع العصب الذي يحفز إنتاج حمض المعدة.
كم تبلغ مدة علاج قرحة المعدة؟
تعتمد مدة علاج قرحة المعدة على السبب ودرجة الحالة، لكنها عادةً ما تتراوح من 4 إلى 8 أسابيع وقد تزيد عن ذلك.
الوقاية من قرحة المعدة
للوقاية من قرحة المعدة، يجب الالتزام بالآتي:
- القضاء على عدوى هيليكوباكتر بيلوري سريعًا بعد التشخيص.
- عدم الإفراط في تناول الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs).
- تقليل المهيجات الأخرى، مثل: التدخين، وشرب الكحول، والأطعمة الحارة أو الحمضية.
مضاعفات قرحة المعدة
هل قرحة المعدة خطيرة؟ نعم، فمع أن مضاعفات قرحة المعدة نادرة؛ إلا أنها خطيرة، وتشمل:
- النزيف الداخلي، سواء كان نزيف بطيء يؤدي إلى فقر الدم، أو نزيف حاد يتسبب في حدوث قيء دموي أو براز أسود.
- ثقب المعدة، مما قد يؤدي إلى التهاب الصفاق (Peritonitis)، مما قد يسبب تسبب بالدم وفشل الأعضاء المتعدد.
- انسداد مخرج المعدة، مما يسبب القيء المستمر والشعور بالانتفاخ وفقدان الوزن.
الخاتمة
في الختام، مع أن علاج قرحة المعدة قد يكون بسيطًا، إلا أنها قد تحمل مضاعفات خطيرة؛ لذا، إذا شعرت بأي من الأعراض المذكورة سابقًا، فمن الضروري زيارة عيادة الباطنية للتشخيص المبكر والحصول على العلاج المناسب، مما يساعد في تجنب المضاعفات، مثل: النزيف أو ثقب المعدة.
المصادر: