المقدمة:
تخيل أن تستيقظ فجأة ليلًا على ألم حاد يحبس أنفاسك في إصبع قدمك الكبير؛ هذه ليست إصابة رياضية، بل نوبة النقرس. في هذا المقال، نأخذك في رحلة لفهم هذا الداء الذي يُعد من أكثر أنواع التهاب المفاصل إزعاجًا، بدءًا من مسببات النقرس واعراضه، مرورًا بكيفية تشخيصه، وعلاجه، ووصولًا إلى حمية النقرس والمسموح والممنوع فيها، وأهم مضاعفات النقرس وكيفية الوقاية من هجماته المتكررة. كذلك نجيب عن أكثر الأسئلة شيوعًا مثل: كم تستغرق نوبات النقرس؟ وماذا أفعل عند هجمة النقرس؟، لتكون على دراية كاملة بكيفية التعامل مع هذا المرض المزعج.
الموضوع:
ما هو مرض النقرس وما مدى خطورته؟
يُعد النقرس (Gout) أحد أشكال التهاب المفاصل الشائعة والمعقدة، ويصيب الرجال والنساء على حد سواء، ويتميز بحدوث نوبة النقرس بشكل مفاجئ، غالبًا في منتصف الليل، فتشعر بأن إصبع قدمك الكبير يحترق من شدة الألم.
أما عن مدى خطورته، فتكمن في تكرار النوبات وتأثيرها السلبي في جودة الحياة، وقد يمتد إلى مفاصل أخرى إذا لم يُعالج، ويمكن تقليل الهجمات من خلال العلاج واتباع حمية النقرس المناسبة.
أسباب مرض النقرس والمعرضين للإصابة به
تبدأ القصة عندما يتراكم حمض اليوريك في الجسم، نتيجة زيادة إنتاجه أو خلل في التخلص منه عبر الكلى، مما يؤدي إلى تكوّن بلورات حادة تترسّب في المفاصل مسببة نوبة النقرس.
وتشمل مسببات النقرس عدة عوامل، منها:
- الإكثار من اللحوم الحمراء، والكائنات البحرية الغنية بالبيورين.
- تناول الكحول والمشروبات المحلّاة بالفركتوز.
- السمنة وبعض الأمراض المزمنة، مثل: السكري، وارتفاع الضغط، وأمراض القلب والكلى.
- تناول مدرات البول وغيرها من الأدوية لخفض الضغط.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالنقرس.
ويُعد الرجال أكثر عرضة للإصابة، خاصة بين سن 30 و50 عامًا، بينما تظهر أعراضه لدى النساء غالبًا بعد انقطاع الطمث.
ما هي أعراض نوبة النقرس؟
تظهر أعراض النقرس فجأة، وغالبًا في منتصف الليل، وكأن المفصل المُلتهب اشتعل نارًا، وتشمل أهم الأعراض ما يلي:
- ألم مفصلي شديد، خاصة في إصبع القدم الكبير، وقد يمتد للكاحل أو الركبة أو المعصم.
- تورم واحمرار ودفء في المفصل المصاب.
- حساسية مفرطة لدرجة أن مجرد ملامسة الغطاء قد تكون مؤلمة.
- تيبّس في المفصل وصعوبة في حركته.
- استمرار الانزعاج لبضعة أيام بعد زوال الألم الحاد، مع احتمال تكرار النوبات وامتدادها لمفاصل أخرى.
وللتعامل بدقة مع النقرس واعراضه، لا بد من فهم خطوات تشخيص النقرس فتابعوا معنا السطور القادمة لنتعرف إلى طرق التشخيص.
تشخيص النقرس
يعتمد تشخيص النقرس واعراضه بشكل أساسي على تقييم الطبيب للأعراض الظاهرة وشكل المفصل المصاب خلال نوبة النقرس، ولتأكيد التشخيص، تُستخدم عدة فحوصات، منها:
- تحليل السائل الزليلي: وهو أفضل تحليل لمرض النقرس، إذا كنت تتساءل ما هو أفضل تحليل لمرض النقرس؟ إذ تُسحب عينة من السائل بواسطة إبرة ويتم فحصها تحت المجهر لرصد بلورات اليورات.
- تحليل الدم: يُستخدم لقياس حمض اليوريك، لكن يجب الانتباه أن نسبة النقرس العالية لا تعني بالضرورة وجود المرض، والعكس صحيح.
- الأشعة: مثل الأشعة السينية، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو التصوير المقطعي المحوسب ثنائي الطاقة (DECT) لرصد البلورات وتحديد تأثير المرض على المفاصل.
وعند التساؤل: كيف يُجرى تحليل النقرس؟، فإن السحب المباشر من المفصل هو الأكثر دقة؛ بينما إذا كنت تتساءل: متى تكون نسبة النقرس عالية؟، فإن حمض اليوريك يُعد مرتفعًا إذا تجاوز 7 ملليجرام/ديسيلتر لدى الرجال، أو 6 ملليجرام/ديسيلتر لدى النساء. أما المستويات المنخفضة فتُعرّف عندما تقل عن 2 ملليجرام/ديسيلتر.
والآن دعونا نتساءل ما هو أفضل علاج للنقرس؟ أو كيف أتخلص من نوبة النقرس؟ أو كيف انزل اليوريك اسيد بسرعة؟ فتابعوا معنا للإجابة.
علاج النقرس
علاج النقرس لا يقتصر على تهدئة نوبات الألم الحادّة، بل أيضًا تقليل حمض اليوريك لتفادي المضاعفات، ويُوصَف العلاج بحسب شدة الحالة وتكرار الهجمات، ويشمل:
- مضادات الالتهاب (NSAIDs)، مثل: الإيبوبروفين والنابروكسين لتسكين الألم.
- الكولشيسين لتقليل شدة نوبات النقرس واعراضه ولا سيما عند استخدامه مبكرًا.
- الكورتيزون سواء عن طريق الفم أو الحقن، لتخفيف الالتهاب الحاد.
وفي الحالات المتكررة، تُستخدم أدوية، مثل: الألوبورينول أو الفيبوكسوستات لتقليل إنتاج حمض اليوريك، أو البروبينسيد لتعزيز إخراجه، كما تلعب حمية النقرس دورًا محوريًا في التحكم بالمرض وتقليل عدد النوبات، وسنتكلم عنها لاحقًا فكونوا معنا.
النظام الغذائي للنقرس: المسموح به وغير المسموح به
حمية النقرس تُعدّ خطوة أساسية في تقليل نوبات النقرس وتحسين جودة الحياة، إذ إن بعض الأطعمة تُعد من أهم مسببات النقرس بسبب محتواها العالي من البيورينات، ومن أهم ما يُنصح بتجنبه ما يلي:
- المشروبات السكرية والمحتوية على شراب الذرة عالي الفركتوز.
- الكحول، لكونه يعيق طرد حمض اليوريك.
- اللحوم العضوية (مثل الكبد، والكلى).
- بعض المأكولات البحرية كالرنجة والتونة.
- اللحوم الحمراء والديك الرومي والصلصات الدسمة.
أما ماذا يأكل مريض النقرس؟ فالأفضل التوجّه لأطعمة قليلة البيورينات وشرب الماء بوفرة (ويبقى السؤال: هل الماء الساخن مفيد للنقرس؟ قيد الدراسة، لكن الترطيب عموماً ضروري). أما عن ما هو المشروب الذي يقضي على النقرس؟ فلا يوجد علاج سحري، لكن الماء هو الخيار الأول.
وقد يؤدي تجاهل حمية النقرس إلى تفاقم الحالة وحدوث مضاعفات، وهذا ما سنتناوله في الفقرة التالية تحت عنوان:
مُضَاعَفاتُ النقرس.
مُضَاعَفاتُ النقرس
تشمل مضاعفات النقرس ما يلي:
- النقرس المتكرر: قد يعاني البعض من عدة نوبات في السنة، مما يُسبب تلفاً تدريجياً في المفصل.
- النقرس المتقدم: إذ تتراكم بلورات اليورات مكوّنة عقيدات تُعرف بالتوفة أو الراسب الرملي (tophi)، ولا سيما في اليدين والقدمين.
- حصى الكلى: من أشهر مضاعفات النقرس المؤلمة، وتنتج عن ترسّب البلورات في المسالك البولية.
ولتوضيح كيفية تجنّب هذه النوبات المؤلمة، ننتقل إلى الفقرة التالية بعنوان: الوقاية من نوبة النقرس.
الوقاية من نوبة النقرس
للوقاية من نوبة النقرس، لا بد من تقليل التعرض لمسببات النقرس المعروفة، وأبرزها الأطعمة الغنية بالبيورينات، وهنا تأتي أهمية حمية النقرس، التي ترتكز على:
- تجنّب اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية الغنية بالبيورين
- الإكثار من شرب الماء لدعم وظائف الكلى ومنع تراكم حمض اليوريك.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقليل الوزن وتخفيف الضغط على المفاصل.
هذه الخطوات تُعد حجر الأساس في تقليل النقرس واعراضه ومنع تكرار نوباته المؤلمة، ولا سيما لمن لديهم تاريخ سابق أو استعداد وراثي للإصابة.
الخاتمة:
وختامًا، تبقى نوبة النقرس واحدة من أكثر التجارب إيلامًا للمريض، ولا سيما إذا تكررت دون معرفة بمسببات النقرس. ولأن الوقاية تبدأ بالوعي، فإننا ننصحك بعدم الاكتفاء بتسكين الألم، بل باللجوء إلى استشارة طبيب مختص في مجمع عيادات رها، حيث ستجد الرعاية المتخصصة والعلاج الأنسب، والالتزام بخطة غذائية ودوائية متوازنة تقيك بإذن الله من المضاعفات.
المصادر: