المقدمة:
بينما يجهل كثيرون أنهم يحملون فيروس الهربس، يظل الهربس التناسلي أحد أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا انتشارًا حول العالم، مع أن أعراضه قد تكون خفية أو مبهمة في بداياتها. فهل تساءلت يومًا: كيف أعرف أني مصاب بالهربس التناسلي؟ هذا السؤال يُعد نقطة البداية لفهم مرض الهربس التناسلي.
في هذا المقال، نستعرض بدقة ووضوح فسيولوجيا الهربس التناسلي، وأسباب الإصابة به والعوامل التي تزيد من خطره، بالإضافة إلى أعراضه لدى الرجال والنساء، وشكل الطفح المميز له، وطرق التشخيص المؤكدة، والعلاجات المتاحة، ومضاعفات المرض المحتملة، ومساره على المدى الطويل، مع توضيح ما إذا كان الهربس التناسلي مرضًا خطيرًا فعلًا، وأفضل الوسائل للوقاية منه، ونختم بالإجابة عن أبرز الأسئلة الشائعة التي قد تدور في ذهن المريض، فتابعوا معنا هذا المقال.
الموضوع:
ما هي فسيولوجيا الهربس التناسلي؟
يُنقل فيروس الحلأ البسيط من النوع الثاني (HSV-2) المسبب للهربس التناسلي عبر التلامس المباشر مع إفرازات شخص مصاب، وبعد دخول الفيروس الجلد أو الأغشية المخاطية، يغزو الخلايا الظهارية (Epithelial Cells) ويتكاثر داخلها، مسبّبًا العدوى الموضعية الأولية.
عقب تحسّن الأعراض خلال 10 إلى 14 يومًا، يدخل الفيروس في طور الخمول داخل أغلفة الأعصاب الحسية، إلى أن يُعاد تنشيطه لاحقًا، وينتقل عبر الأعصاب الحسية ليُعيد العدوى في الجلد أو الأغشية المخاطية على هيئة بثور مميزة في موضع العصب المصاب.
أسباب وعوامل خطر مرض الهربس التناسلي
تحدث الإصابة بمرض الهربس التناسلي نتيجة العدوى بفيروس الحلأ البسيط (HSV)، من خلال الاتصال المباشر بالجلد مع شخص مصاب، غالبًا في أثناء الجماع أو الجنس الفموي.
هناك نوعان من فيروس الهربس البسيط (فيروس الحلأ)، وهما:
- فيروس الحلأ البسيط من النوع الأول (HSV-1) أو الهربس الفموي الذي يصيب عادة الشفاه والوجه، ولكنه قد يسبب الهربس التناسلي أيضًا.
- فيروس الحلأ البسيط من النوع الثاني (HSV-2) المسؤول غالبًا عن الهربس التناسلي.
وتشمل عوامل الخطر ما يلي:
- التعرض لسوائل شخص مصاب، خاصة أثناء العلاقة الحميمة.
- وجود بثور أو تقرحات نشطة، إذ تزداد قابلية نقل العدوى.
- الزواج في سن مبكرة، مما يطيل مدة التعرض المحتملة للفيروس.
أعراض مرض الهربس التناسلي
تتنوع أعراض مرض الهربس التناسلي، وقد لا يُظهر معظم المصابين أي علامات واضحة، إلا أن البعض قد يعاني من:
- حكة أو وخز أو حرقة في المنطقة التناسلية.
- بثور أو نتوءات صغيرة حول الأعضاء التناسلية أو الفم.
- تقرحات مؤلمة حمراء تظهر بعد انفجار البثور.
- طفح جلدي أو تشققات في الجلد.
- صعوبة في التبول.
خلال النوبة الأولى، قد تصاحب الأعراض علامات شبيهة بالإنفلونزا، مثل: الحمى والصداع وتورم الغدد الليمفاوية. وتظهر التقرحات في المناطق التي لامست الشريك المصاب في أثناء العلاقة الحميمة.
تشخيص الهربس التناسُلي
يعتمد تشخيص الهربس التناسلي على الفحص السريري والتحاليل المخبرية الدقيقة، ولا سيما في حال ظهور أعراض مرض الهربس التناسلي.
تشمل طرق التشخيص ما يلي:
- أخذ مسحة من البثور أو التقرحات، ويفضَّل أن تكون حديثة (أقل من 4 أيام)، لتحليلها في المختبر.
- إجراء فحص دم لتحديد نوع فيروس الحلأ البسيط (HSV).
علاج الهربس التناسُلي
رغم عدم وجود علاج شافٍ للهربس التناسلي، إلا أن الأدوية المضادة للفيروسات تُستخدم لتخفيف أعراض مرض الهربس التناسلي والحد من تكرار النوبات. وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:
- بدء تناول مضادات الفيروس خلال أول يومين من ظهور الأعراض.
- استخدام مسكنات الألم، مثل: الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
- تطبيق كريم مخدر موضعي لتقليل الانزعاج.
- غسل المنطقة بمحلول ملحي دافئ.
- التبول أثناء الجلوس في ماء دافئ لتخفيف الألم عند التبول.
التعايش مع الهربس التناسلي
قد يكون التعايش مع الهربس التناسلي صعبًا نفسيًا، ولكن يساعد الدعم النفسي من الأطباء على تخفيف القلق بعد التشخيص، وللحد من انتقال العدوى اتبع التعليمات الآتية:
- استخدم الواقيات الجنسية، مثل: الواقي الذكري في كل علاقة.
- تجنّب الجماع أثناء ظهور البثور أو أعراض مرض الهربس التناسلي.
من الأفضل استشارة الطبيب حول كيفية إبلاغ الشريك بطريقة مناسبة.
مضاعفات مرض الهربس التناسلي
وللإجابة عن سؤال "هل الهربس التناسلي خطير؟" نجيب أن مرض الهربس التناسلي الناتج عن فيروس الحلأ قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في بعض الحالات، تشمل:
- زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا الأخرى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- عدوى حديثي الولادة أثناء الولادة، وقد تؤثر في الجهاز العصبي أو الأعضاء الداخلية.
- الالتهابات الداخلية في الأعضاء التناسلية أو البولية، مثل المهبل والرحم والمستقيم.
- إصابة العين، وقد تصل إلى العمى في الحالات الشديدة.
- التهاب الدماغ، وهو من المضاعفات النادرة والخطيرة.
الوقاية من الهربس التناسُلي
لا يمكن منع العدوى بالهربس التناسلي تمامًا، ولكن يمكن تقليل خطرها بشكل كبير من خلال:
- استخدام الواقي الذكري، حتى دون وجود أعراض.
- تجنّب التقبيل أو الجنس الفموي عند ظهور الهربس الفموي.
- الامتناع عن العلاقة الحميمة عند ظهور بثور أو تقرحات، ولمدة أسبوع بعد شفائها، أو في حال وجود أعراض مرض الهربس التناسلي، مثل: القروح أو الحكة أو الألم.
الخاتمة:
وختامًا، يعد الهربس التناسلي من الأمراض الشائعة التي تتطلب التوعية والعناية. إذا كنت تعاني من أعراض المرض أو ترغب في الحصول على استشارة طبية، يُنصح بزيارة مجمع عيادات رها الطبية للحصول على التشخيص والعلاج المناسب. لا تتردد في طلب المشورة الطبية للحفاظ على صحتك وتقليل مخاطر انتشار الفيروس.
المصادر:
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK554427/
- https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/herpes-simplex-virus
- https://www.healthdirect.gov.au/genital-herpes#causes
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/genital-herpes/symptoms-causes/syc-20356161
- https://www.nhs.uk/conditions/genital-herpes/
- https://guidelines.stief.org.nz/herpes-genital-herpes-in-pregnancy
- https://www.rcog.org.uk/guidance/browse-all-guidance/other-guidelines-and-reports/management-of-genital-herpes-in-pregnancy/