المقدمة:
في مجتمعاتنا العربية، قد يكون من الصعب أحيانًا التوجه للطبيب لمناقشة الأمراض المنقولة جنسيًا دون أن يكون هناك احتمالية للإصابة، لذا نحرص في مجمع عيادات رها على تقديم المعلومات والتوعية الصحية بخصوص المواضيع الطبية التي تلامس صحتنا بشكل يومي، وتثير القلق أحيانًا، ومن بين هذه الموضوعات يبرز الثؤلول التناسلي كأحد المواضيع الحساسة التي تستحق تسليط الضوء عليها بوعي.
في هذا المقال، نأخذك في رحلة علمية مبسطة لفهم الثآليل التناسلية (فيروس الورم الحليمي البشري)، بدءًا من تعريفها، وأسبابها، مرورًا بأعراضها وتشخيصها، ووصولًا إلى طرق علاجها والوقاية منها، إلى جانب مضاعفاتها والأسئلة الشائعة مثل: هل الثآليل التناسلية شائعة؟ هل هي معدية؟ وهل يمكن أن تسبب سرطان عنق الرحم؟ والأهم، كيف تفرّق بين الثآليل التناسلية والعادية؟ تابع القراءة لتجد دليلًا شامًلا يساعدك.
الموضوع:
ما هي الثاليل التناسلية؟
الثآليل التناسلية (فيروس الورم الحليمي البشري) هي أشهر أنواع الأمراض المنقولة جنسيًا، تظهر على شكل نتوءات صغيرة أو نموات جلدية في المناطق التناسلية أو حول الشرج.
يسببها نوع معين من فيروس الورم الحليمي البشري ((The human papillomavirus (HPV)، وهو لا يُشابه فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) إطلاقًا، لذا فإن السؤال: "هل فيروس الورم الحليمي هو الإيدز؟" إجابته بالنفي القاطع.
عادة ما يتلون أي ثؤلول تناسلي بلون الجلد وقد يشبه الزهرة (القرنبيط)، وقد يكون صغيرًا جدًا لدرجة يصعب رؤيته بالعين المجردة.
للأسف لا يوجد علاج نهائي للفيروس، ولكن يمكن علاج الثآليل ذاتها، ويُعد اللقاح وسيلة فعالة للوقاية من سلالات معينة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
اسباب الثاليل التناسلية
تحدث الثآليل التناسلية (فيروس الورم الحليمي البشري) نتيجة الإصابة بسلالات معينة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، ويبلغ عددها أكثر من 40 نوعًا تصيب المنطقة التناسلية.
ولمن يسأل: من أين يأتي فيروس الورم الحليمي البشري؟ فهو ينتقل بشكل فقط من خلال الاتصال الجنسي المباشر، حتى دون وجود قذف (نزول السائل المنوي) أو ظهور واضح لأي ثؤلول تناسلي.
وقد يكون الشخص حاملًا للفيروس وينقله للآخرين دون أن تظهر عليه أي أعراض، ولكن عادة تشمل طرق العدوى بالثآليل التناسلية (فيروس الورم الحليمي البشري)، ما يلي:
- الاتصال الجنسي المباشر، بما في ذلك العلاقة الزوجية بأنماطها المختلفة.
- ملامسة المناطق التناسلية بين الزوجين دون حدوث إنزال.
- التلامس الفموي بالمناطق المصابة، أو وجود الثآليل في الفم أو الشفاه أو اللسان لدى أحد الطرفين.
في الفقرة التالية، سنتعرف سويًا إلى أعراض الثآليل التناسلية التي قد تمر خفية أو تثير القلق بوضوح.
اعراض الثاليل التناسلية
تظهر أعراض الثآليل التناسلية عادة على شكل نموات لحمية خشنة بلون الجلد أو رمادية مائلة للبياض، تُشبه عادة الزهرة (القرنبيط).
تبدأ بعض الحالات بثؤلول تناسلي صغير وغير مؤلم، وقد يسبب:
- الحكة أو الانزعاج في المنطقة التناسلية.
- الإحساس بالحرقة.
- نزفًا خفيفًا.
- ألمًا بسيطًا عند العلاقة الزوجية.
أما عن السؤال المتكرر: أين تظهر الثآليل التناسلية؟ فهي قد تصيب الفرج، والمهبل، وعنق الرحم، وبين الأعضاء التناسلية والشرج، والقضيب، وكيس الصفن، وحتى الفم والحلق بعد الاتصال الفموي.
ولنعرف كيف يمكن التأكد من الإصابة؟ ننتقل الآن إلى فقرة: كيف يتم تشخيص الثآليل التناسلية؟
كيف يتم تشخيص الثاليل التناسلية؟
يُشخّص الطبيب الثآليل التناسلية (فيروس الورم الحليمي البشري) عادةً من خلال الفحص السريري المباشر، إذ يمكن تمييز مظهر أي ثؤلول تناسلي، أما في حالة الشك، فقد يُجرى أحد الفحوص الآتية:
- مسحة عنق الرحم (Pap test) للكشف عن تغيّرات مرتبطة بالفيروس.
- تنظير المهبل (Colposcopy) مع أخذ خزعة إذا لزم الأمر.
- فحص الشرج بمنظار الشرج (Anoscope) إذا كانت الثآليل داخلية أو غير مرئية.
من المهم التوجه إلى طبيب الأمراض الجلدية والتناسلية في عيادة الطب العام؛ لضمان التشخيص الدقيق، لأن بعض الحالات قد تُشبه الزوائد الجلدية أو العدوى الأخرى.
والآن يتساءل كل من شُخص بثؤلول تناسلي "كيف أتخلص من الثالول في المناطق الحساسة؟" ننتقل الآن إلى فقرة: علاج الثآليل التناسلية.
علاج الثاليل التناسلية
يعتمد علاج الثآليل التناسلية (فيروس الورم الحليمي البشري) على تقليل الأعراض والحد من انتقال العدوى، لكنه لا يقضي على الفيروس نفسه.
قد تختفي الثآليل تلقائيًا، لكن إن سببت إزعاجًا أو ازداد حجمها، يُفضّل إزالتها بالطرق الآتية:
- العلاج بالتبريد: عبر تجميد الثآليل بالنيتروجين السائل.
- الكي الكهربائي: حرقها باستخدام تيار كهربائي.
- الليزر: لتدمير الأوعية الدموية المغذية للثآليل.
- الأدوية الموضعية: مثل كريم الإيميكيومود أو حمض التريكلوروأسيتيك.
- الاستئصال الجراحي: خاصةً للثآليل الكبيرة أو غير المستجيبة للطرق الأخرى.
ويُنصح بتجنّب العلاقة الحميمة خلال العلاج لتقليل انتقال الفيروس.
مضاعفات الثاليل التناسلية
قد يتساءل البعض: هل الثآليل التناسلية مرض خطير؟ في الغالب، لا تُعدّ الثآليل التناسلية (فيروس الورم الحليمي البشري) من الأمراض المرتبطة بالمضاعفات الخطيرة، لكنها قد تؤدي إلى مشكلات صحية في بعض الحالات، مثل:
- تضخم الثآليل أثناء الحمل مما يعيق التبول أو الولادة الطبيعية.
- نزيف عند الولادة إذا كانت الثآليل كبيرة.
- الإصابة بأنواع أخرى من فيروس الورم الحليمي البشري؛ مما يزيد من خطر الإصابة بسرطانات عنق الرحم، أو الشرج، أو الفم.
كيف يمكن الوقاية من الثاليل التناسلية؟
الوقاية من الثآليل التناسلية (فيروس الورم الحليمي البشري) تبدأ بالتوعية، ومن أهم سبل الوقاية ما يلي:
- الحصول على اللقاحات المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري، مثل لقاح جارداسيل، والذي يتوفر في المملكة العربية السعودية ضمن برنامج التطعيم الوطني منذ عام 2022؛ إذ يُقدَّم اللقاح مجانًا للفتيات في سن 11 إلى 12 عامًا من خلال حملات مدرسية، كما يمكن للنساء حتى عمر 45 عامًا تلقيه بعد استشارة الطبيب، سواء في المستشفيات الحكومية أو العيادات الخاصة.
- الالتزام باستخدام الواقي الذكري، مع العلم أنه لا يوفّر حماية كاملة.
- إجراء فحوصات دورية للأمراض المنقولة جنسيًا.
اللقاح لا يحمي فقط من الثآليل، بل يقي من سلالات فيروس الورم الحليمي البشري المسببة للسرطان.
الخاتمة:
وختامًا، فإن التعامل مع الثآليل التناسلية (فيروس الورم الحليمي البشري) يتطلب وعيًا وفهمًا دقيقًا لطبيعة العدوى ومضاعفاتها المحتملة، إذ يؤدي تجاهل الأعراض أو تأخير التشخيص إلى مشكلات صحية معقّدة يمكن تفاديها بسهولة؛ لذا ننصحك بعدم التردد في حجز استشارتك مع أحد أطبائنا المتخصصين في مجمع عيادات رها، حيث نضمن لك الخصوصية، والدقة، والرعاية المتكاملة، ولا تهمل إعطاء بناتك اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري بداية من عمر 9 سنوات.
المصادر: