المقدمة:
تخيّل أن جهازك الهضمي يقرر فجأة أن يتصرف بعشوائية، يوم يمضي بسلاسة، وآخر تنقلب فيه الأمور رأسًا على عقب! هذه هي متلازمة القولون العصبي (IBS)، اضطراب مزمن يؤثر في الأمعاء الغليظة ويتركك بين تقلصات مزعجة، وانتفاخ مؤلم، وتغيّرات مفاجئة في حركة الأمعاء؛ فإما أن تُصاب بإسهال مفاجئ أو إمساك غير محتمل.
ومع أن متلازمة الامعاء المتهيجة هذه لا تُعد مرضًا خطيرًا، إلا أن تؤثر سلبًا في جودة حياة المريض؛ ولذا قررنا في هذا المقال، أن نأخذك في جولة شاملة لفهم متلازمة القولون العصبي من جذورها وحتى طرق التعايش معها، فكونوا معنا.
الموضوع:
نبذة عن القولون العصبي
يُعرف القولون العصبي علميًا بمتلازمة القولون المتهيج (IBS)، وهي حالة مزمنة تؤثر في وظيفة الجهاز الهضمي، وتحديدًا الأمعاء الغليظة، ويعاني المصابون بها من مجموعة أعراض تشمل آلام البطن، والتقلصات، والانتفاخ، إلى جانب نوبات من الإسهال أو الإمساك أو كليهما.
ومع أن هذه المتلازمة قد تكون مزعجة للغاية، إلا أنها لا تسبب تلفًا في أنسجة الجهاز الهضمي ولا تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، ويمكن التحكم في أعراضها من خلال تعديلات في نمط الحياة والنظام الغذائي، إلى جانب الأدوية والعلاج السلوكي حسب شدة الحالة.
أنواع القولون العصبي
تُصنّف متلازمة القولون المتهيج (IBS) إلى ثلاثة أنواع رئيسة بناءً على شكل البراز في أيام تفاقم الأعراض، وهي:
- القولون العصبي مع الإمساك (IBS-C): يكون البراز صلبًا ومتحجرًا.
- القولون العصبي مع الإسهال (IBS-D): يكون البراز رخوًا ومائيًا.
- القولون العصبي المختلط (IBS-M): تتناوب فيه نوبات الإمساك والإسهال معًا.
يساعد تحديد نوع متلازمة القولون المتهيج في وضع الخطة العلاجية المناسبة وتخفيف الأعراض.
ما مدى شيوع وانتشار القولون العصبي؟
تُعد متلازمة القولون المتهيج من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعًا عالميًا؛ وأكثر الحالات التي نراها في عيادة الباطنية؛ إذ يُقدّر الخبراء أن من 10% إلى 15% من البالغين في الولايات المتحدة يعانون منها، ومع ذلك فإن نسبة من يشخصون بها قليلة إلى حدٍ ما.
وفي السعودية، أظهرت الدراسات أن معدل انتشار متلازمة القولون المتهيج قد بلغ حوالي 20.7% لعام 2023، وكان الأشخاص الأكثر إصابة من الطلاب والعاملين في القطاع الصحي، مما يعكس تأثير الضغوط النفسية ونمط الحياة على انتشار هذه المتلازمة.
ما هي أعراض القولون العصبي؟
تتفاوت أعراض متلازمة القولون المتهيج في شدّتها، وعادة تظهر على شكل نوبات تتخللها فترات تخلو من الأعراض.
تُرى كيف يكون ألم القولون العصبي؟ عادة ما يكون ألم القولون العصبي على هيئة تقلصات أو ألم في البطن يرتبط بالحاجة للتبرز.
ولمن يتساءل: كيف أعرف أني مصاب بمتلازمة القولون العصبي؟ أو ما هي أعراض مرض المصران العصبي؟ أو بماذا يشعر مريض القولون العصبي؟ أو ما أعراض القولون العصبي النفسية والجسدية؟ نجيب أنه بخلاف ألم القولون العصبي، تشمل الأعراض أيضًا ما يلي:
- الغازات والانتفاخ.
- الإسهال أو الإمساك أو كلاهما.
- وجود مخاط أبيض في البراز.
- الشعور بعدم إفراغ الأمعاء تمامًا.
أما بخصوص سؤال ما هي أعراض العصبية في المعدة؟ فنجيب أن أعراض القولون العصبي النفسية تشمل اضطرابات نفسية كالقلق والتوتر، وكل هذه الأعراض السابقة تضيف للمريض مزيجًا من الانزعاج الجسدي والنفسي يصعب تجاهله.
أسباب وعوامل خطر القولون العصبي
للأسف الشديد لم يصل العلماء إلى سبب دقيق لحدوث متلازمة القولون المتهيج، ربما قد ترجع إلى حدوث خلل في تفاعل المخ مع الأمعاء، مما يؤدي إلى اضطرابات في حركة الجهاز الهضمي أو زيادة حساسية الأعصاب في الأمعاء.
تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي، وتشمل العوامل التي تزيد خطر الإصابة ما يلي:
- وجود التهابات هضمية سابقة.
- التحسس من بعض الأطعمة.
- التعرض للضغوط أو الصدمات النفسية في الطفولة.
- وجود تاريخ مرضي للأصابة بالقلق أو الاكتئاب.
- الإصابة بأمراض مزمنة، مثل: الفيبروميالجيا أو الألم الحوضي المزمن.
بينما تشمل محفزات الأعراض ما يلي:
- الدورة الشهرية.
- التوتر.
- بعض الأطعمة، مثل: الألبان والجلوتين.
تشخيص القولون العصبي
يُشخَّص مرض متلازمة القولون المتهيج (IBS) من خلال أخذ تاريخ طبي مُفصل؛ إذ يسأل الطبيب في افضل عيادة باطنيه بالرياض عن الأعراض، مثل: الألم المرتبط بالتبرز، وتغيّر عدد مرات التبرز أو شكل البراز.
لا يوجد اختبار واحد لتشخيص القولون العصبي، بل تُستخدم مجموعة من الفحوصات لاستبعاد أمراض أخرى، مثل داء الأمعاء الالتهابي (IBD)، وتشمل هذه الفحوصات ما يلي: تحاليل الدم والبراز، واختبار التنفس الهيدروجيني (HBT) لاختبار هضم السكريات، واستخدام المناظير، مثل: منظار القولون، أو منظار القولون والمستقيم.
ما هو علاج القولون العصبي؟
لا يوجد علاج واحد يناسب جميع مرضى متلازمة القولون المتهيج، فكما ذكرنا تعتمد الخطة العلاجية على نوع القولون العصبي.
يمكن السيطرة على الأعراض من خلال خطة علاجية تشمل ما يلي:
- تعديل النظام الغذائي، مثل: اتباع حمية قليلة الفودماب (low FODMAP diet)، التي تركز على التقليل من مجموعة الكربوهيدرات والسكريات قصيرة السلسلة والتي تعد قابلة للتخمر ومسببة للغازات.
- يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام، والنوم الجيد.
- يُساعد العلاج المعرفي السلوكي على تقليل التوتر الذي يحفز الأعراض.
- قد تُستخدم أدوية مثل دايسيكلومفيرين (Dicycloverine) لتخفيف التقلصات، أو مضادات الاكتئاب لعلاج الألم المزمن.
الخاتمة:
وفي النهاية يبقى فهم أعراض القولون العصبي، ومعرفة المحفزات التي تسببه، بالإضافة إلى اتباع حمية قليلة الفودماب، واستخدام الأدوية التي يصفها افضل دكتور باطنيه بالرياض هي الطريق الوحيد والأسرع للتخلص من آلام القولون العصبي.
المصادر: